بغداد - حمزة مصطفى: أكد نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي تقديره واحترامه لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لـ«مواقفه الوطنية المشهودة وكونه الأكثر قربا لأبناء المكون السني من القيادات والزعامات الدينية والسياسية الأخرى».
&
وقال النجيفي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على خلفية البيان الذي أصدره الصدر مؤخرا واتهم فيه أهالي الموصل بالتراخي، إن «ما ورد على لسان السيد مقتدى الصدر أوضحناه في البيان الذي صدر حتى لا تختلط الأوراق لأن أبناء الموصل لا يتحملون نتيجة ما حصل سواء على صعيد سقوط الموصل الذي تتحمل مسؤوليته قيادات لم تكن بمستوى المسؤولية التي أوكلت إليها بالإضافة إلى سحب الأسلحة الشخصية من المواطنين».
&
وأضاف النجيفي، الذي يتحدر من الموصل ويترأس كتلة «متحدون»، أن «هناك استنفارا شاملا في الموصل من قبل الأهالي من أجل المشاركة في تحرير المدينة والمحافظة، وأن أعداد المتطوعين الذين التحقوا بالمعسكرات، حيث تتم عمليات التدريب في إقليم كردستان، تتجاوز 18 ألف متطوع، علما بأن الأعداد في تزايد مستمر، لكن المشكلة أن المعسكرات الموجودة حاليا لا تكفي لاستعياب المزيد».
&
وأوضح النجيفي، أن «هناك نحو 50 ألف ضابط من أهالي الموصل هم على أتم الاستعداد للمشاركة في معركة التحرير، لكن لا توجد أسلحة يقاتلون بها»، كاشفا عن أن «أحد المعسكرات ويضم 7 آلاف مقاتل ليس لديهم سوى 2000 بندقية، وهذه هي سياسة الكيل بمكيالين التي تقوم بتسليح طرف وتتخلى عن القيام بدورها حيال طرف ثان وكل طرف منهما يقوم بمهمة وطنية واحدة ومقدسة وهي تحرير التراب العراقي من دنس العصابات الإجرامية ممثلة بتنظيم داعش».
&
وردا على سؤال بشأن ما قيل عن قيام الجانب التركي بتسليح مقاتلي الموصل، قال النجيفي إن «هناك اتفاقا بهذا الشأن جرى مع الجانب التركي وبتنسيق مع وزارة الدفاع، لكن الأسلحة لم تصل حتى الآن». وأضاف: «عملية التدريب بدأت، إذ وصل 18 مدربا تركيا لهذا الغرض».
&
وبشأن ما إذا كانت هناك حساسية من مشاركة الآخرين، لا سيما الحشد الشعبي (المتطوعون الشيعة) في عملية تحرير الموصل، قال النجيفي، إن «الأمر لا يتعلق بحساسية أو عدم رضا، لكن ومثلما أكدنا مرارا، ونؤكد الآن، أن القضية هي ليست قضية أعداد بشرية، إذ لا ينقصنا الرجال، لكن المشكلة تتعلق بالتسليح وطالما أن مبدأ التسليح غير عادل فإن من غير المنطقي أن ننظر متفرجين إلى سير المعركة التي نحن أولى بها مثلما أهالي صلاح الدين أولى بتحرير محافظتهم، وكذلك أهالي الأنبار وأي منطقة يجري احتلالها مع التأكيد على أن الجيش العراقي مرحب به في كل العراق لأنه هو المسؤول الأول عن حماية الوطن وهو يضم مواطنين من كل المكونات».
&
وكان زعيم التيار الصدري دعا «سرايا السلام» التابعة له إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في عملية تحرير الموصل على أن تكون تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، متهما في الوقت نفسه أهالي الموصل بالتراخي. ورد النجيفي في بيان على الصدر بالتأكيد أنه «منذ اللحظات الأولى لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى، أعلنا بوضوح وبشكل متكرر أن تحرير الموصل مسؤولية وطنية وتاريخية»، مشيرا إلى أن «أهل الموصل أولى من غيرهم بأن يكونوا رأس رمح موجه إلى قلب الإرهاب». وأضاف النجيفي أن أهل الموصل «عانوا وتشردوا، ودمرت مساجدهم وكنائسهم وشواهدهم الحضارية وآثارهم وأضرحة الأنبياء والأولياء، وما زال القسم الأعظم منهم أسرى في مدينتهم»، مؤكدا أنه «مع تقديرنا العميق لأي جهد يصب في محاربة (داعش) نقول: إن أهل الموصل أقدر من غيرهم على المواجهة ورد الحقوق وضرب من اعتدى على مدينتهم». وأشار النجيفي إلى أن «عشرات الآلاف من شباب نينوى هم الآن في معسكرات التحرير سواء كانوا من الشرطة أو الحشد الوطني أو من أبناء العشائر، ورغم نداءاتنا المتكررة فما زال الرجال المقاتلون يشكون من نقص كبير في التسليح والتجهيز والأمور اللوجيستية». وتابع أن «وزارة الداخلية لم تسلح أفواج الشرطة الملتحقين في معسكر تحرير نينوى، في حين تحظى معسكرات أخرى بأفضلية واضحة».

&