افتتاحية صحيفة: مجلس التعاون أقرب لليمن والرهان على إيران خاسر
&


يُفترض في الدعوة التي وجهها قادة ومسؤولون من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد اجتماعهم أول من أمس في الرياض، إلى سرعة انعقاد الحوار اليمني أن تجد قبولا من مختلف الأطراف المختلفة، فما أوضحه المجتمعون من أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج هو حقيقة لا مجال لإلغائها في جميع الأحوال والظروف.


ولعل ما تم بحثه في لقاء الرياض يصب في المحصلة النهائية في مصلحة أبناء المنطقة، إذ لا ينفصل أمن أي دولة خليجية عن أمن دولة أخرى، واستقرار دول المنطقة بالنتيجة هو مطلب شعبي لا غنى عنه، من أجل استمرار التنمية وحركة التطور في المجالات كلها، ووجود الاضطرابات في اليمن يعني أن المنطقة غير مستقرة، وربما يؤثر ذلك على أمن دولها، ويقود إلى مخاطر على المستوى الداخلي لهذه الدولة أو تلك، ويعطل كثيرا من الحركة النهضوية فيها.
لذلك حين أشار المجتمعون إلى تطورات الأحداث في اليمن وخطورة تداعياتها، ونبهوا من إمكان حدوث عواقب غير جيدة، ربما تتجاوز أمن المنطقة واستقرارها إلى التأثير على الأمن الدولي، فإنما هم يتحدثون عن فهم صحيح للأزمة، فالخروج على الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، يؤدي في نهاية المطاف إلى فوضى تضر اليمن ودول الجوار، وعليه فإن دعم قادة دول مجلس التعاون الخليجي للشرعية في اليمن هو في حد ذاته دعم للشعب اليمني لإخراجه من حالة الفوضى التي يسعى إليها الحوثيون وأتباع النظام السابق ممن أشار إليهم الرئيس هادي صراحة في كلمته أول من أمس.


من هنا، فإن ما تمخض عنه اجتماع الرياض يجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار من قبل الذين يريدون نشر الفوضى في اليمن، إذ من المستحيل عليهم بما يفعلونه أن يجدوا قبولا لدى دول مجلس التعاون، وإن كانوا يعتمدون على إيران فرهانهم خاسر، لأن ما يربط أبناء الشعب اليمني مع أبناء دول مجلس التعاون كبير جدا سواء على المستوى المجتمعي أو السياسي أو الاقتصادي أو التاريخي، ومن الصعب أن يخترق الحوثيون ومن يوالونهم ذلك مهما حاولوا. الأمر الذي يحتم على الجميع تلبية دعوة الرئيس هادي للمشاركة في مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، ومن لا يفعل فإنما لا يريد الخير لليمن.
&