محمد الطميحي

دأبت المملكة على وصف الكيان الصهيوني بالعدو وهو الوصف الواضح والدقيق لهذا المحتل لأراضينا العربية ومقدساتنا الإسلامية في فلسطين.

ومنذ عام 48 شاركت بلادنا إلى جانب أشقائها العرب في عدة معارك ضد هذا الكيان الغاشم على الأراضي الفلسطينية وعلى جبهات عدة كالجولان السوري وغيره من جبهات المواجهة مع إسرائيل.

ورغم مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة من أجل إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس ضمن سلام عادل وشامل مقابل التطبيع إلا أن الرياض لم تعترف يوما بإسرائيل ولم تقم معها أي علاقة من أي نوع، حتى ان مصافحة ولو عرضية نادرة بين أي شخصية سعودية وإسرائيلية في أي محفل دولي قد تثير ضجة واسعة في الأوساط السياسية.

ما دفعني للتذكير بذلك هو ما يحاول بعض الساسة الإسرائيليين الترويج له من خلال الحديث عن أن تل أبيب ودول الخليج خصوصا المملكة في خندق واحد في مواجهة التهديدات الإيرانية المرتبطة بمساعي طهران لامتلاك السلاح النووي.

صحيح أن إيران التي لم ندخل معها في حروب مباشرة كإسرائيل أصبحت من خلال مواقفها الهادفة إلى زرع الفتنة وإثارة حالة من عدم الاستقرار في محيطنا الإقليمي في مواقف تستهدف المملكة وحلفاءها إلا أننا لم نصنفها يوما في خانة الأعداء، وباستثناء مواقف دبلوماسية معينة ظلت العلاقات مع طهران بين شد وجذب لم تنقطع معها شعرة معاوية.

ما يجري الآن هو أشبه بحرب باردة بين المد الفارسي المغلف بغطاء مذهبي، وبين الاعتدال الذي ترعاه الرياض الداعمة دوما للاستقرار العربي والعالمي، كما أنّ استمرار السياسات الإيرانية بهذا التطرف في العراق وسورية ولبنان واليمن يدفعنا إلى إعادة تقييم العلاقة بهذه الدولة التي لا تقل خطراً على المملكة من إسرائيل.

ورغم ذلك فإن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن نكون في خندق واحد مع إسرائيل في مواجهة إيران فالمثل الذي يقول " عدو عدوي صديقي " لا يمكن أبداً أن ينطبق في هذه الحالة مهما حاول البعض الترويج لذلك على حساب مواقف المملكة الثابتة من الدولتين.
&