الأردن وإيران: الطرق لا زالت «مسدودة» أمام بناء الثقة والإنفتاح الحقيقي والذهنية «الأمنية» تحكم مسألة «السياحة الدينية» وسفير طهران يشتكي من ضحالة المبادرات


&بسام البدارين

&

&

&

&

& يؤشر السفير الإيراني الحالي في عمان على صمود استراتيجية الهواجس والمخاوف لدى الجانب الأردني عندما يتحدث بعد أسابيع من تسلم عمله عن «طرق مسدودة» ومبادرات صغيرة يلاقيها في عمله من أجل «استعادة الثقة».
السفير مجتبى فردوس يناور ويحاور منذ فترة ليست قصيرة على أمل الإلتزام بما قاله عن نفسه عندما تسلم مهام عمله مشيرا لإنه سفير العمل على بناء الثقة.
مؤخرا وفي مجالسات مع دبلوماسيين وشخصيات في عمان اشتكى السفير فردوس من «طريق مسدودة» ومبادرات هامشية وثغرات بسيطة لا يمكنها تمثيل ما تطمح إليه الجمهورية الإيرانية عندما يتعلق الأمر بعلاقات إيجابية فعلا مع الأردن.
ترجمة هذه الانطباعات أردنيا تعني بأن استراتيجية الانفتاح على إيران التي فاجأت جميع الأطراف بين عمان وطهران منذ ستة اسابيع لم تكن «أصيلة وجذرية» بقدر ما كانت مناورة سياسية تكتيكية قد تؤشر على ملامح مناكفة ليس أكثر وهو ما يحذر منه أصلا سياسيون كبار في عمان يؤيدون الانفتاح على إيران.
آمال كثيرين في عمان ارتفعت عندما قام وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بزيارته الشهيرة لطهران، لكن ما يهمس به السفير فردوس وسط نخبة المتواصلين معه من الدبلوماسيين الأجانب في العاصمة عمان يوحي بأن الوزير جودة نفسه لا زال «عقبة» أمام انفتاح العلاقات الثنائية من وجهة النظر الإيرانية.
هوامش المناورة والحراك على أساس بناء الثقة أمام السفير الإيراني في الأردن تبدو ضعيفة حيث تتكرس ثقافة التخاصم والارتياب بإيران رغم إرسال سفير أردني برتبة وزير سابق لطهران ورغم إشارات القصر الملكي الأردني نفسه المتعلقة بتأييد الحوار مع لاعب أساسي مثل إيران في المنطقة.

&


ينبغي وفقا لبرلمانيين أردنيين من بينهم محمد هديب عدم الإصرار على بقاء مسألة من وزن الانفتاح على إيران رهنا بقيود وسجلات النمط الكلاسيكي في التفكير وسياسة «تنويع الخيارات» التي تحدث عنها بعض كبار رجال الدولة الإيرانية لم تصل فيما يبدو على الأقل في قياسات السفير فردوس إلى مرحلة متقدمة مع إيران.
حتى حماس السفير الأردني في طهران عبدالله أبو رمان لمهتمه الجديدة بقي قاصرا عن إحداث اختراقات حقيقية وسط نخبة القرار.
السفير أبو رمان حاول في لقاء مغلق بإحدى الجامعات في عمان تخصيص مساحات من الأمل في دفع العلاقات الثنائية لاحقا.
لكن التحفظ بالنسبة لشخصيات وازنة وثقيلة من وزن وزير الخارجية الأسبق عبدالإله الخطيب كان سيد الموقف، خصوصا عندما تعلق الأمر باستذكار ما حصل في جولة سابقة من محاولات إنعاش العلاقات عندما أخفق وزير خارجية إيراني سابق في منح عمان ضمانات حقيقية بعدم تسرب «رجال أمن واستخبارات» ضمن الحجاج إذا ما فتح الأردن المجال أمام السياحة الدينية الإيرانية لمقامات جنوب الأردن.
لذلك وبعد مناورة ناصر جودة الأخيرة وما تبعها من سجالات أصبح ملف «السياحة الدينية» لشيعة إيران في مقامات جنوب الأردن المقياس الحقيقي الأبرز الذي «يختبر» صدقية الانفتاح الأردني على إيران وهو ما التقطه وزير السياحة الأردني نايف الفايز عندما رحب بسياح إيران للأردن.
لاحقا عبر وزير الأوقاف الدكتورهايل داوود عن»الذهنية الكلاسيكية» والخوف الأمني في إدارة الموقف الأردني الرسمي من ملف إيران عندما اعتبر «استضافة» سياح من إيران «خطوة سابقة لأوانها».
دلالة الحديث عن الأجواء رغم كل ما يقال عن تنويع الخيارات أردنيا لا زالت مغلقة والطرق مسدودة، كما قال السفير الإيراني أمام تنويع حقيقي في الاتصالات، الأمر الذي يساهم في تعقيد المساحات الإقليمية أيضا رغم ان الأردن اتخذ موقفا يرضي نسبيا طهران من ملف عاصفة الصحراء والأزمة اليمنية.
&