&
بعد أربعة أيام من المعارك العنيفة، سيطر تحالف لجماعات إسلامية سورية على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، ما شكّل نكسة شديدة لنظام الرئيس بشار الأسد تضع معاقله على الساحل السوري في مرمى نيران المعارضة، كما تُضعف موقفه التفاوضي عشية لقاءات جنيف التي دعا إليها الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا مطلع أيار (مايو) المقبل.

وأُفيد بأن المعارضة سيطرت على خمس قرى في ريف حماة، ما يُضاعف نكسة النظام.

وأقرت الحكومة السورية بانسحابها من جسر الشغور، مؤكّدة أن جيشها «يعيد انتشاره» قرب المدينة بعدما أخلاها «تجنباً لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين»، في حين عرض ناشطون مشاهد فيديو تُظهر الجنود النظاميين وهم ينسحبون، بعدما اتخذوا مدنيين «دروعاً بشرية».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مقتل 60 من جنود النظام وضباطه في معركة جسر الشغور، متهماً استخباراته بقتل 23 من السجناء في أحد مقراتها في المدينة قبل إخلائها.

وقال محللون إن سيطرة مقاتلي الفصائل الإسلامية - وعلى رأسها «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» السوري) و «حركة أحرار الشام الإسلامية» - على جسر الشغور تضع فصائل المعارضة على بوابة معقل النظام، مدينة اللاذقية الساحلية غرب البلاد، إذ إن الريف الغربي للمدينة يضم قرى علوية باتت بين «فكّي كماشة» لمقاتلي «الجيش الحر» في ريف اللاذقية وجبل الأكراد قرب حدود تركيا شمالاً ومقاتلي المعارضة الإسلامية في ريفي إدلب شمالاً وحماة وسط سورية، كما أن السيطرة على جسر الشغور تقطع خط إمداد أساسياً عن قوات النظام في إدلب وحلب شمال البلاد، وتجعل معسكري المسطومة ومعمل القرميد في ريف إدلب، في عزلة كاملة عن أي إمداد بري، ما يجعل هذه القوات في موقع القتال حتى الرمق الأخير أو الاستسلام. وأشار ناشطون إلى أن مقاتلي المعارضة كثّفوا هجماتهم على مراكز قوات النظام على الطريق السريع بين اللاذقية وأريحا في إدلب، بالتزامن مع تكثيفهم العمليات للسيطرة على معسكري المسطومة والقرميد والتقدم في ريف أريحا، الذي بات في الأيام الأخيرة معقلاً لقوات النظام بعد انسحابها من مدينة إدلب في ٢٨ آذار (مارس) الماضي.

واعتبرت وكالة «فرانس برس» سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب أخرى إسلامية على جسر الشغور «ضربة موجعة للنظام قد تكون مقدمة لتهديد معاقل أخرى أساسية له». ونقلت عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن جسر الشغور «أكثر أهمية من مدينة إدلب، لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام»، الذي بات وجوده في محافظة إدلب يقتصر على مدينة أريحا (على بعد 25 كيلومتراً من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها. ونسبت «فرانس برس» إلى «مسؤول سياسي في دمشق» قوله، إن ما تشهده إدلب «هجوم كبير يحصل بناء على اتفاق» بين قوى إقليمية داعمة للمعارضة، مضيفاً أن الهدف هو «وصول النظام في موقع ضعيف إلى مفاوضات جنيف».

في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن طائرات إسرائيلية قصفت مواقع للنظام و «حزب الله» في منطقة القلمون قرب دمشق ليل الجمعة- السبت. وأوردت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «طائرات حربية إسرائيلية شنت ليل الجمعة غارات على مواقع تابعة لقوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني في القلمون بريف دمشق»، موضحة أن الغارات «استهدفت اللواء 92 في مدينة القطيفة الذي يُعدّ مركز انطلاق صواريخ «سكود»، إضافة إلى اللواءين 155 و65 القريبين من منطقة حفير». ونقلت عن مواطن من حفير، أنه «شاهد طائرة غريبة تحلّق على علو منخفض... وحصلت انفجارات شديدة بعد مرورها هزت المنطقة بكاملها ثم تصاعدت سحب دخان من اللواء 65».
&