مشاري الذايدي
هناك نغمة في «بعض» الإعلام المصري تحاول تصوير «عاصفة الحزم» ضد المشروع الإيراني في اليمن بأنها مجرد حرب سعودية «طائفية» ضد الحوثيين، وأنه لا مصلحة لمصر في ذلك إلا مجاملة «الخلايجة».
هذا كلام بلا خطام. فالقوات ليست خليجية عربية فقط، فهناك قوات عربية تسهم بفعالية، منها مصر والسودان والأردن والمغرب، وهناك قوات إسلامية مثل باكستان، ودول أخرى مستعدة كماليزيا وإندونيسيا.
بإيجاز نشير للأسباب المصرية «الخاصة» لخوض حرب العاصفة..
• أولا.. حماية أمن الملاحة بمضيق باب المندب، الشريان المائي الدولي الخطير، فلا وجود لقناة السويس دون باب المندب، والعكس صحيح.
لليمن موقع حساس تجاه المضيق، مع دولة جيبوتي، لكن اليمن أهم، خاصة من خلال محافظتي الحديدة وتعز، ومن هنا نفهم استقتال الحوثي للسيطرة على الحديدة، التهامية الشافعية.
المضيق تمر به يوميا شحنات نفط تقارب الـ4 ملايين برميل نفط، وهذه الشحنات ليست سوى 16 في المائة من إجمالي البضائع التي تمر خلاله، وفقا لإحصائيات صادرة عن هيئة قناة السويس المصرية.
وعلى ذكر قناة السويس، فقد جاء في الأنباء تأكيد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، أن مصر لن تقبل بإغلاق المضيق من قبل أي جماعات «متطرفة»، لأن هذا الإجراء يمس الأمن القومي المصري ويؤثر بشكل مباشر على قناة السويس.
وأما رأي خبراء الأمن القومي المصري، من جنرالات القوات المسلحة، فهو واضح، حيث جاء في «الأهرام» المصرية نقلا عن اللواء يسري قنديل، قائد القوات البحرية الأسبق: «اليمن مهم جدا جغرافيا وسياسيا بالنسبة لمصر أكثر بكثير مما يحدث في سوريا والعراق».
كل هذا يدركه الحوثي، أو مخططه الإيراني بالأحرى، خاصة أن الإيرانيين يرون أنهم سيطروا على مضيق هرمز على مدخل الخليج العربي، ولو نجح مشروعهم في اليمن فيعني ذلك السيطرة على كل ممرات البحار في المنطقة.
سبق أن طالبت جماعة الحوثي بمنفذ على البحر الأحمر يقع تحت سيطرتها، خلال جلسات الحوار الوطني في يناير (كانون الثاني) 2014.
• ثانيا.. ترك الفوضى الإيرانية تعيث في اليمن يعني ازدهار جماعات «القاعدة» و«داعش»، فالأخيرة تحيا بماء التغول الإيراني، وتكتسب أرضا وجنودا بمجرد وجود الآيديولوجيا الإيرانية، وإذا نشطت هذه الجماعات فإنها تستهدف مباشرة الدول العربية والجمهور السني، كما هو حاصل مع «داعش» في سوريا والعراق.
هل هذا من صالح الأمن القومي المصري؟
في سبتمبر (أيلول) 2001 أعدت السلطات المصرية قائمة دولية بأهم المطلوبين المصريين من الإرهابيين، وكان من ضمنهم أيمن الظواهري، ومما جاء في التعريف حينها:
«تشير المعلومات إلى قيام الظواهري بالتخطيط لتفجير السفارة المصرية في إسلام آباد عام 1995، وأنه اجتمع مع قيادات التنظيم في بيت الشباب باليمن» لهذا الغرض وغيره.
إنها حرب ضرورة لدول الخليج، كما هي لمصر والسودان. ونعم صدق الرئيس السيسي في تصريحه – الذي حاول بعضهم تحريف مغزاه - حين قال: «جيش مصر هو لها.. ومش لحد تاني»!
التعليقات