أيمـن الـحـمـاد


كان يعتقد أن اتفاق الإطار النووي مع القوى الست سيجعل من جمهوريته المحكومة من "الثيوقراطيين" قوة إقليمية صاحبة تفوق، قبل أن يصحو منتصف ليل الأربعاء على عملية عسكرية، تقودها المملكة، القوة الإقليمية، التي استطاعت تشكيل تحالف عربي عسكري في (48) ساعة.

من يسمع تصريحات خامنئي وروحاني التي ينتقدان فيها المملكة، ويسميانها، يدرك تماماً هول الصدمة التي يعنيانها، فالخطوة التي قامت بها الرياض لم تكن في حسبان طهران التي اعتادت صبراً وتأملاً طويلين من الجانب السعودي تجاه القضايا السياسية، لكن المملكة لا تقبل أن تمس حدودها بأي شكل، وأقصى ما كان يراه مرشد الثورة أن تذهب المملكة إلى حلول دبلوماسية كلاسيكية، لكن لم يكن يدر في خلده أن تقلب الرياض الطاولة في وجه طهران لتوجه ضربة عسكرية مباشرة بجيشها النظامي.

المرشد الذي يعيش أسوأ فترات حياته بسبب الضغوط التي تمارس عليه من قبل الدائرة الضيقة المحيطة به، والتي رأت في الاتفاق النووي هزيمة، في وقت لا يعرف هو نفسه إن كانت نصراً أو هزيمة، لذا خرج ليقول إنه لا يوافق ولا يعارض هذا الاتفاق. ومن جهة أخرى يرى أن الشارع الإيراني - الذي يبدو مختنقاً ومحتقناً وخرج ليحتفل باتفاق لم يتم حتى الآن إبرامه وتوقيعه - بدأ صبره ينفد من "ملالٍ" كبّلوا حياتهم واقتصادهم.

المخطط الإيراني لإغراق الوطن العربي في فوضى من خلال تصدير الثورة وإرسال "المستشارين الإيرانيين"، وتخصيب اليورانيوم، على أمل أن تصبح إيران قوة إقليمية حاضرة في كل حكومة من حكومات عالمنا العربي، لن تنجح بل سترتد تلك الطائفية - العرقية، المقيتة على أصحابها قريباً.. وتعويل إيران على بعض الوجوه السياسية في العراق وسورية ولبنان التي تأتمر بأمر "مستشاري المرشد" لن يطول بعد "عاصفة الحزم" التي أعادت صياغة المشهد السياسي إقليمياً، وستعيد التوازن إلى المنطقة، التي حاولت إيران خلخلتها بإذكاء الصراع الطائفي الخطير بين السنة والشيعة، وتناست أنها بلد فسيفسائي التركيب حيث الأعراق والطوائف والديانات.

إيران لا يمكن أن تكون دولة طبيعية تتحالف مع دول المنطقة أو العالم الإسلامي، فهي دولة مشبوهة سيئة السمعة تنشط في بؤر التوتّر، وإن هي لم تحظَ بالقبول والاحترام في محيطها، فإن استجداء احترام الآخرين يوقع في ذل المسألة.
&