هايل الشمري

لا أذكر متى بالضبط نمت مساء الثلاثاء، فقد باغتني النوم باكرا لدرجة أني بت ليلتي بلا عشاء. عندما استيقظت فجر الأربعاء، وجدت الجوال وقد امتلأت شاشته بالإشعارات، لحظتها استيقظ السؤال: ماذا حدث البارحة؟!
مئات من تعليقات الواتساب، وعشرات الرسائل النصية، 3 مكالمات "فائته" كلها بعد صلاة الفجر. هناك شيء ما فاتني وأنا في عز نومي!
أخذت أتخطف الجوال ما بين قلق وفضول، ولا أعلم من أين أبدأ القراءة.

كانت عشرات الرسائل الواردة من وكالة الأنباء السعودية، وجوالان آخران مشترك في خدمتهما الإخبارية، أحدهما نسيت متى آخر مرة أرسل إلى مشتركيه!
على رأس الأوامر الملكية قرأت استجابة الملك لطلب ولي عهده إعفاءه من منصبه، والبدء بإشراك الجيل الثاني فعليا في الحكم، وأيقنت أن البلاد دخلت وبسلاسة مرحلة جديدة تقدم فيها جيل الشباب نحو القيادة.
تم إعادة ترتيب بيت الحكم لضمان ديمومة واستقرار البلاد، وبما يتناسب مع المرحلة الحالية التي تشهد أحداثا إقليمية محيطة يلامس بعضها حدودنا.


بعد ذلك، جاءت أوامر بتعديلات وزارية، وتم الاستقطاب من جهات لطالما نودي بها، كشركة أرامكو التي يُنظر إليها كأنموذج للإنجاز والبعد عن البيروقراطية، فعين رئيسها وزيرا للصحة، هذه الوزارة الخدمية التي عجز سابقوه عن ترويضها!
أحد أكثر الأوامر الملكية التي نالها نصيب من النقاش في وسائل الإعلام العالمية، هو تعيين السفير السعودي في واشنطن وزيرا للخارجية خلفا لـ"أيقونة" السياسة السعودية الذي لبي طلبه بإعفائه من منصبه لظروفه الصحية. ورغم أن الوزارة سيادية، إلا أن تعيينا كهذا كان ينظر للكفاءة قبل كل شيء.


لم تكتف الأوامر الملكية بالوزراء، إنما كان لنوابهم نصيب، فتم تحرير بعض الوزارات من نواب أمضى بعضهم عقودا طويلة رغم تعاقب الوزراء.


أوامر ملكية كانت تسابق ساعات الفجر الأولى، من أجل أن يصحو السعوديون على وطن أكثر حيوية وشبابا.