قراءة معمقة معتمدة في الأردن: بشار الأسد تحول إلى «مجازف ومنتقم»… يحرق الأرض ويزرع الألغام ضد الجميع وهو يستعد للإنكفاء لدولة «الساحل»
بسام البدارين
&إستخدام «قواعد الإشتباك» هي العبارة التي تستخدمها السلطات العسكرية الأردنية عند التحدث عن «النار» التي تطلق على أي آلية تحاول التسلل عبر الأراضي السورية وتتجاوز علامات وضعها الجيش الأردني على شكل «سواتر ترابية» وترفض التوقف.
فجر الأحد وحسب ناطق عسكري أردني إقتربت شاحنة محملة بالمخدرات وعبرت بسرعة الساتر الترابي وتم إعطابها وإحراقها وضبط أكثر من 2000 كيلوغرام من الحشيش فيها.
حتى اللحظة يضع الأردن نخبة من أفضل الأنظمة الدفاعية الإستراتيجية في العالم على طول حدوده مع سوريا بهدف التصدي لأخطار «الإرهاب».
لكن ما يعلن عنه رسميا حتى الآن هي محاولات تسلل في نطاق عصابات تهريب المخدرات دون اي إعلان له علاقة بمظاهر عسكرية الطابع سواء لها علاقة بالنظام السوري أو بالفصائل المعارضة التي تتجنب بطبيعة الحال «الشغب» على الأردن.
القوة النارية التي تستخدم على الحدود مع سوريا حتى في حالات التهريب الإعتيادية قصوى وعنيفة وسبق لطائرات سلاح الجو أن حلقت وقصفت سيارات شاحنة صغيرة حاولت عبور الحدود ووفقا لمصدر عسكري مخضرم مثل هذه الإجراءات ضرورية جدا لإنها تعكس القرار السياسي لكل الأطراف اللاعبة في المسألة السورية.
وهو قرار يقول فيه الأردن بأنه سيستعمل كل ما لديه من طاقة ونار ضد اي محاولات للتلاعب بالحدود مع الأردن وهو حصريا ما عبر عنه الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني وهو يشرح لـ «القدس العربي» عدة مرات إستراتيجية السهر على إبقاء مشاكل سوريا وإنفعالاتها داخل حدودها.
الفصائل المتشددة حسب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ستكون «مكلفة» على الأردن إذا إنتصرت في سوريا وستكون مكلفة إذا إنهزمت ايضا لإن المساحة الجغرافية التي ستلجأ إليها هي جنوب سوريا أي شمال الأردن.
لذلك يحرص الأردنيون على معرفة كل صغيرة وكبيرة في المساحة الجغرافية المحاذية لدرعا وحسب مصدر مطلع تبلغ مساحة العمق العسكري الذي يراقبه الأردن إنطلاقا من حقوقه القانونية والدولية نحو 40 كيلومترا قال أحد الخبراء لـ»القدس العربي» ان طائرا لا يستطيع العبور إلى الأردن منها بدون رصده بسلسلة من أحدث الرادارات الدفاعية.
هذا النمط التعزيزي للحدود مع سوريا يهتم به بصورة مباشرة العاهل الملك عبدالله الثاني الذي تناول السبت طعام الإفطار الرمضاني بمعية أبناء حرس الحدود على الجبهة الشمالية في مشهد متكرر للموسم الرابع على التوالي.
يحصل ذلك فيما تتفاعل مجددا نطاقات التوتر والإتهام بين عمان والنظام السوري بعد العودة المكررة لسيناريو إتهام الأردن بالتدخل وإدخال الإرهابيين المسلحين لسورية وبعدما ظهرت في دمشق بعض قيادات العشائر السورية وهي تطالب الأردن بعدم التدخل في الشئون السورية ووقف برنامج تسليح عشائر درعا.
بالنسبة للناطق الرسمي الأردني لم يعد تكرار بعض الإتهامات التي لا معنى لها يستحق حتى التوقف عنده ليس فقط لإن الأردن يتحمل العبء الأكبر جراء ما يجري في سوريا فقط ولكن أيضا لإن الأردن سيسعى لتقييم مصالحه بصورة وطنية مستقلة ويأخذ على عاتقه مساعدة الشعب السوري الشقيق كما كان يفعل بالعادة.
في تقييم الأردنيين ظهور بعض مشايخ «جوار دمشق» أمام الإعلام لإعلان وقوفهم ضد مشروع تسليح العشائر السنية خطوة صغيرة ومحدودة التأثير وتنطوي على «لعبة مفهومة» من النظام السوري الذي يحاول نقل وتصدير أزمته للأردن ولدول الجوار.
وجهة نظر مرجع كبير في الإدارة الأردنية إستمعت له «القدس العربي» مباشرة بأن نظام الرئيس بشار الأسد يبدو اليوم «مجازفا ومنتقما» وهو وضع خطير وحساس لإن النظام الدمشقي يعمل الأن على حرق الأرض والأوراق وإنتاج مشكلات حيوية هدفها الإنتقام من الجميع فيما ينكفيء هو بإتجاه «دولة الساحل».
وفقا لهذا المنطق تقرأ الدوائر الأردنية تجديد الإتهامات السورية ومحاولة إعاقة برنامج تدريب العشائر السنية في درعا وهو بكل الأحوال برنامج لن يتـأثـر بإسـتعراضات بشـار الأسـد العشـائرية مـؤخرا.
&
&
التعليقات