&أسامة الالفى

&

&

&

يزعجني أن ترتفع نداءات عنصرية تستغل سوء العلاقات بين الدولة المصرية وحماس، وتتفشى بيننا مطالبة برفع اليد عن مناصرة قضية


فلسطين، وكأننا صرنا في عداوة مع القضية لمجرد خلاف مع فصيل ينتمي إليها، وأصحاب هذه الدعوات المشبوهة لا يعلمون أن موقف مصر الرسمي والشعبي المعلن وغير المعلن يؤمن بالقضية الفلسطينية، ويدعمها ولا يدع شائبة تحول دون هذا الدعم.

&

&

&

قضية فلسطين شاء هؤلاء أم أبوا هي قضية مصر دولة وشعبًا، فالدفاع عن هذه القضية ليس فقط واجبًا إنسانيًا، ولكنه أيضًا واجب ديني، فاحتلال الصهاينة لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولاتهم المتكررة لهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هو اعتداء على مقدساتنا، فإذا أضفنا إلى ذلك أن أرض فلسطين هي الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري، لأدركنا أن من العبث الزعم برضاء القيادة المصرية عن بقاء الاحتلال الصهيوني، لأنه يعنى أن الدم المصري الذي سال على امتداد 4 حروب مع الدويلة العبرية اللقيطة ضاع هباء، وهو ما لا يرضاه الشعب ولا قيادته أو نسور الجيش المصري، الذين كانت دماؤهم أول ما روت أرض فلسطين.

&

&

وبالتأكيد فإن مصر الرسمية ترفض مثل هذه النداءات المشبوهة، يشهد بذلك مرور قرابة 4 عقود على اتفاقية السلام مع الكيان العنصري في فلسطين المحتلة، دون أن تتحسن العلاقات الباردة بيننا وبينهم على المستويين الرسمي والشعبي، والسبب عدم حل القضية الفلسطينية.

&

&

وتحذيري من مثل هذه الدعوات نابع من مؤشرات خطيرة تحدث على الساحة المصرية دون أن ننتبه لها الانتباه الكافي، ومنها محاولة تقديم رموز الدولة الإسلامية مثل الناصر صلاح الدين والفاتح عقبة بن نافع وغيرهما، في صورة القتلة الجبارين، بينما التاريخ يشهد لهما بالسماحة والنخوة، بل إن الغرب غير المسلم يقر بفضائل صلاح الدين، وقد شاهدت فيلمًا أمريكيًا اسمه «مملكة السماء»، يتناول ضمن أحداثه تسامح صلاح الدين مع النصارى الذين قتلوا أخته غدرًا وغيلة وهي ذاهبة للحج، ومع ذلك أبقى على حياتهم حين فتح القدس الشريف وسمح لهم بالخروج من المدينة المقدسة بكرامة وشرف.

&

&

والأدهى أن أحد المنتجين أسقمنا بمسلسل «حارة اليهود» حيث زوّر تاريخنا في جزء منه، مقدمًا قصة لم أر لها هدفًا ولا مغزى يصب في صالح مصر وشعبها، بل على العكس تخدم الرؤية الصهيونية، حيث تقدّم الضابط المصري في صورة إنسان حقود لا يتسامح، بينما حبيبته اليهودية الشابة إنسانة بريئة ضحية اضطهاد عنصري!! وأجدني إزاء ذلك أمام أحد أمرين، إما أن كاتب القصة يجهل تاريخ بلاده، أو أن تاريخنا صار يكتب في تل أبيب، فالثابت تاريخيًا أن تعداد يهود مصر كان وقت قيام الكيان العنصري في فلسطين المحتلة، نحو 90 ألف يهودي وكانوا أعضاء فاعلين في المجتمع المصري بل ومن أثرى أثريائه، ويعيشون في سلام ووئام مع طوائف الشعب الأخرى، لكن بعضهم خان الوطن الذي أعطاه الثراء والأمان، وشكّل العديد من شبكات التجسس والإرهاب لصالح الحركة الصهيونية، وليس ببعيد ما عُرف بـ «فضيحة لافون» والرسائل المفخخة للعلماء الألمان، أو الدور الذي قامت به الممثلة اليهودية المصرية «راقية إبراهيم» أو «راشيل إبراهيم ليفي»، في مساعدة الموساد على اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى.
&