&هشام النجار
& جولة أخرى شرسة من جولات الإرهاب استغلالا للظروف الصعبة التى تمر بها مصر ، والهدف العام هو تركيعها وإرضاخها لسطوة الإرهاب ونفوذه الذى تشابكت مصالحه وأهدافه، حيث لم تعد أهداف الاخوان وحلفائهم فى هذه المرحلة مجرد مطالب سياسية انما توحدت مع أهداف داعش لإسقاط الدولة المصرية وتفكيك وإسقاط مؤسساتها وأركانها الرئيسية من جيش وقضاء وأجهزة أمنية، فضلا عن الرغبة فى تفكيك الروابط بين الدولة المصرية ومحيطها الخارجى، والسعى لقطع كل خيوط الإمداد السياسي والدبلوماسي التى تدعم حضور مصر فى المحافل الدولية وتجعل مصر قبلة لتوافد الاستثمارات وضخ الوفود السياحية .
&
الهدف إظهار الدولة عاجزة عن مواجهة الإرهاب وتقويض انجازات السلطة على مستوى العلاقات الخارجية إفشال المسار الحالى سياسيا واقتصاديا .
&
شبح جماعة الإخوان يظل حاضرا بقوة فى خلفية تلك العمليات الإجرامية وصولا لعملية تفجير القنصلية الايطالية؛ فقد هددت الجماعة من خلال «بيان الكنانة 1» وحرضت على اغتيال القضاة الى جانب السياسيين والعلماء والإعلاميين ورجال الأمن فوقع حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وهددت الجماعة قبل أشهر من خلال قناة «رابعة » السفارات والأجانب وطالبتهم بمغادرة البلاد ، فحدث اليوم انفجار السفارة الايطالية .
&
الجماعة هددت فضائيا على لسان أحد المذيعين المحسوبين عليها بتلاوة بيان ومنشور منسوب لإحدي الخلايا المسلحة التابعة للتنظيم وهى خلايا العقاب والحسم الثورى - تطالب فيه السفارات والشركات الأجنبية بترك البلاد وإعطائهم مهلة للإخلاء .
&
وهذا معناه أن الجماعة تهدد وتعطى مهلة من الوقت لتستجيب الجهات المستهدفة بالتهديد لابتزازها وضغوطها أو تتجاوب مجبرة مع مطالبها وشروطها، وعندما تنتهى المهلة تنفذ الخلايا المسلحة التهديد ، لعقاب الدولة على عدم الاستجابة لشروط الجماعة ومطالبها المستحيلة، ولعقاب الشعب الذى رضى بالسلطة الحالية وقبل العيش تحت حكمها، كما ورد على لسان القيادى الإخوانى أشرف عبد الغفار فى معرض اعترافاته باستهداف الإخوان للمرافق العامة وأبراج الكهرباء بالحرق عقابا للمصريين، ولعقاب العلماء والمفكرين والسياسيين والإعلاميين المساندين لما يطلقون عليه «سلطة الانقلاب»،وهذا هو دافع معظم العمليات التى استهدفت الإعلام مثل تفجير أبراج كهرباء مدينة الإنتاج، والعلماء مثل فيللا الشيخ على جمعة ووكيل وزارة الأوقاف وبعض دعاة السلفية، ولعقاب القضاة ورجال الأمن، وهو الدافع الأول لاستهداف رجال القضاء والشرطة بالقتل، ثم أخيرا لعقاب الدول الأوروبية على خلفية دعمها الحالى للدولة والحكومة المصرية، وهو ما يجسد المنهج الرئيسى والمقوم الفكرى الذى تقوم عليه مجموعات العقاب والحسم الثورى المسلحة.
&
تنظيم «أنصار بيت المقدس» اعتاد فور كل عملية يقوم بها أن يعلن مسئوليته عن تلك العملية، وهو ما لم يحدث فى عمليتى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات وتفجير القنصلية الايطالية، فضلا عن أنه من غير المنطقى أن يتلقى التنظيم مثل هذه الضربات القوية التى من شأنها تقويض وشل قدراته وتقليص امكاناته فى معقله ومركز عملياته فى شمال سيناء، ثم تصبح لديه تلك المقدرة على الوصول والضرب بهذه القوة والمقدرة والاحترافية العالية فى قلب القاهرة .
&
تفسير ذلك أن الخلايا السرية المسلحة طورت من أدائها على الأرض بالتدريب والتنسيق والتواصل مع خلايا وتنظيمات أخرى أكثر احترافية تشترك معها فى الأهداف وعلى رأسها داعش فى سيناء، خاصة أن اعترافات الإرهابيين التابعين لهذه الخلايا من خلال الفيديو الأخير الذى بثته القوات المسلحة باعترافاتهم التفصيلية يؤكد اتصالهم بتنظيمات تكفيرية مسلحة واستفادتهم منهم تدريبا وتسليحا ومنها تنظيم بيت المقدس .
&
خاصة أن التفجير الأخير يأتى فى سياق العمليات النوعية الكبيرة التى تشير الى تعاون وتنسيق ودعم بين منفذيها وجهات خارجية، من حيث نوعية وطبيعة الأهداف ومن حيث أسلوب تنفيذ العملية وأيضا على مستوى نوع المتفجرات المستخدمة والتى يتطلب تملكها علاقات وارتباط بأجهزة استخباراتية .
&
وسواء كان المنفذ الرئيسى هو ولاية سيناء أو تنظيم بيت المقدس الداعشى، أو تلك الخلايا السرية المسلحة التى يعترف المقبوض عليهم من قيادييها ومسئوليها بتبعيتهم للاخوان ، فان الاعتراف الأخير فى الفيديو الذى بثته القوات المسلحة بالتواصل مع تنظيم بيت المقدس تدريبا وتسليحا ودعما، يحل الاشكالية برمتها على الجانبين، فإما أن تكون تلك الخلايا قد ساعدت تنظيم ولاية سيناء الذى يعانى ضعفا حالياً بتوفير المعلومات اللوجستية لتحقيق أهدافه وتمكينه من القيام بهذا التفجير فى ظل ظروفه الحالية، أو أن تلك الخلايا الحديثة هى المنفذ الرئيسى للعملية بعد أن استطاعت خلال الشهور الماضية من تطوير أدائها ليصل الى هذا المستوى من الاحترافية بالتنسيق والتعاون مع تنظيم بيت المقدس .
&
التعليقات