أعلنت موسكو أن حزمة واسعة من الملفات الإقليمية والدولية الساخنة بالإضافة إلى مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، ستكون على طاولة البحث خلال محادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره السعودي عادل الجبير الثلثاء المقبل.
في غضون ذلك، اتسعت دائرة التوتر في الوسط العلوي في اللاذقية معقل عائلة الأسد جراء قيام سليمان هلال الأسد أحد أقرباء الرئيس السوري قبل يومين بقتل ضابط في الجيش النظامي لتجاوزه بسيارته، وسط مساعي مسؤولين في النظام وأسرة سليمان للتخفيف من الاحتقان، بالتزامن مع مقتل 15 عنصراً للنظام في داريا جنوب دمشق ضمن معركة «لهيب داريا» التي بدأتها المعارضة أول من أمس.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أمس، أن الجبير سيزور موسكو لمواصلة البحث في «الملفات التي بدأ الوزيران مناقشتها في اجتماعهما في الدوحة الأسبوع الماضي». وسيتم التركيز خلال اللقاء على الملف السوري و «سبل حل الأزمة في هذا البلد».
ومهدت موسكو للمحادثات بالتأكيد على أن مواضيع المحادثات ستشمل «التزايد الكبير لقوة مختلف المجموعات المتطرفة خصوصاً ما يسمى بتنظيم داعش». وأوضحت أن «الوزيرين سيناقشان إمكانية تعاون روسي - سعودي في الحرب ضد الإرهاب بما يلبي مصلحة البلدين». وأضافت أنهما سيناقشان مقترح روسيا تشكيل «تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب». كما ينتظر أن يتطرق البحث إلى الوضع في اليمن بهدف البحث عن «حل سريع» للموقف.
وإضافة إلى مناقشة ملفات «مناطق ساخنة» مثل العراق وليبيا، ينتظر أن يبحث الوزيران «الوضع في منطقة الخليج على ضوء توقيع الاتفاق النووي الإيراني». وذكرت الوزارة أن موسكو تنوي إعادة التذكير بدعوتها لتأسيس فضاء أمني مشترك في المنطقة يراعي مصالح كل الأطراف.
ثنائياً، قالت الخارجية الروسية إن الطرفين ينويان مواصلة البحث في تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في حزيران (يونيو) الماضي. وأضافت الوزارة أن لافروف والجبير سيبحثان في «المجالات الواعدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة التعاون في مجال الاستثمار، وزيادة التنسيق في أسواق الطاقة العالمية، بالإضافة إلى خطوات محددة للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، والزراعة، والهندسة المدنية، ومواضيع أخرى».
يذكر أن الخارجية الروسية كانت أصدرت بياناً شديد اللهجة دانت فيه التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في منطقة أبها، وأشار البيان إلى استعداد موسكو لـ «التعاون مع المملكة وتقديم المساعدات اللازمة في مواجهة الإرهاب».
في سورية، اتسعت دائرة التوتر في الوسط العلوي في اللاذقية جراء قتل قريب للأسد ضابطاً في الجيش النظامي بسبب خلاف على أولوية السير، وسط محاولات من مسؤولين في النظام سحب الاحتقان عبر فتح تحقيق بالقضية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة اللاذقية وقرى بريفها غداة تشييع العقيد حسان الشيخ، الضابط في القوى الجوية، والذي قتله (قبل يومين) سليمان الأسد، نجل ابن عم بشار الأسد رئيس النظام السوري بسبب تجاوز العقيد بسيارته، سيارة سليمان الأسد».
وأشار «المرصد» إلى أن «زوجة والد سليمان الأسد وأخواته تبرأوا من أفعاله، فيما يحاول سليمان تبرئة نفسه، بعد قيام سلطات النظام السوري باستجوابه والتحقيق معه، وسط استمرار المطالبات وردود الأفعال الغاضبة، داخل أبناء الطائفة العلوية وفي مدينة اللاذقية، بإعدام سليمان الأسد، بعد قتله للضابط». واستضافت وسائل إعلام رسمية محسوبة على النظام مسؤولين محليين للحديث عن فتح تحقيق في «الخلاف المروري» بين الشخصين وأن النظام سيحاسب «أي شخص يثبت تورطه بصرف النظر عن عائلته ونسبه».
وقال «المرصد» إن خمسة مدنيين قتلوا وجرح 40 جراء سقوط قذائف على منطقة شارع الثورة وجسرها وسط دمشق، لافتاً إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة»، فيما أفاد ناشطون معارضون بمقتل «15 عنصراً لقوات النظام خلال محاولتهم التقدم في مناطق في مدينة داريا جنوب دمشق كان سيطر عليها مقاتلو المعارضة ضمن معركة «لهيب داريا».
&
موسكو تُسوق من طهران لحوار سعودي - إيراني
&محمد صالح صدقيان
&قال مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ان حل قضايا المنطقة «لا يمكن من دون مشارکة ايران» معتبراً استمرار الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط «يخدم الجماعات الإرهابية وداعش». داعياً إيران والسعودية الى الحوار بما يخدم مصالح المنطقة.
ووفق وكالة «أنباء الجمهورية الإسلامية» (أرنا) الرسمية انه «خلال الاجتماع المشترك الذي عُقد في طهران بين ايران وروسيا برئاسة مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان ومساعد الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، اکد الأخير ضرورة إجراء المزيد من المشاورات بين دول المنطقة خصوصاً السعودية وجمهورية إيران الإسلامية للوصول الى تفاهم حول قضايا المنطقة». مؤکداً ضرورة استثمار نموذج الاتفاق النووي لحل قضايا المنطقة.
وأضاف، «ان حل قضايا المنطقة ومنها سورية واليمن غير ممكن من دون مشارکة ايران وأن استمرار الوضع الراهن انما يؤدي فقط الى تقوية الإرهابيين و»داعش».
وتابع بوغدانوف «أن التجربة الليبية أثبتت جيداً أن انهيار الهياکل السياسية من دون الأخذ في الاعتبار المبادئ المتعارف عليها والمتداولة في الحقوق الدولية، سيوفر الظروف لنمو ونشاطات الجماعات الإرهابية والمتطرفة».
وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني «إن نهج إيران الإيجابي يشكل فرصة لدول المنطقة لأجل تحقيق مصالح شعوبها». وأكد «أن الأزمات في المنطقة لن تحل إلا في شكل سياسي على قاعدة رابح رابح».
&
التعليقات