هايل الشمري

عند الحديث عن إدارة الحج، يجب التنويه إلى أنه لا وجه مقارنة بينه وبين أي بطولة رياضية، ليطالب البعض بتدويره وتناوب الدول على تنظيمه سنويا!
أضف إلى ذلك، من تحدثوا عن تدويل الحج فشلوا في مناسبات أقل ضخامة منه بكثير. إيران على سبيل المثال أخفقت في تنظيم جنازة قائدة ثورتها الخميني. ورغم أن نظامها يحكم بالحديد والنار، إلا أنه لم ينجح في إدارة حشود المشيعين لمرشده الأعلى، فتخاطفت الجموع نعشه وعري جثمانه على مرأى من العالم!
قبل يومين تحدث حسن نصر الله منتقدا إدارة الحج، وهو الغارق في أكوام الزبالة التي عجزت الحكومة -الشريك فيها- عن إدارة أزمتها. ثم بدل مطالبته بمشاركة إيران في إدارة الحج، لم لا يطلب مساهمتها في رفع أطنان النفايات التي أزكمت أنوف مشاهديه في بيروت؟!
خلال ظهوره، مسح زعيم حزب الله بيده دموع التماسيح التي ذرفها على حجاج حادثة تدافع منى، وهي ذات اليد التي لا يزال يوقع بها أوامر قتل السوريين على يد مليشياته.


نوري المالكي هو الآخر، خرج من مخبئه، مستغلا حادثة تدافع الحجاج، فأصدر بيانا طالب فيه بوضع شؤون الحج تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي، بزعم البعد عن المواقف الطائفية، وهو من عاش العراق إبان رئاسته للحكومة حكما كان البُعد الطائفي علامته الفارقة!
هل يريد المالكي تقسيم المشاعر المقدسة إلى مناطق خضراء وحمراء، كما هي بغداد. أم نسي وهو يتحدث عن انسيابية الحج كيف كان موكبه يعلق في زحمة سير شوارع بغداد المدمرة؟!
هناك أمران يجب التأكيد عليهما دوما، أن السعودية لم تدخر جهدا في التسهيل على الحجاج لأداء مناسكهم، والأمر الآخر أن كل فرد هنا يرى خدمة الحاج شرفا عظيما له. هذان الأمران يدركهما ملالي إيران وأتباعهم قبل غيرهم، لكنهم يريدون تسييس الحج، وهو ما لا يمكن القبول به مهما فعلوا.