خالد السليمان

لم يكن قصاصا لضحايا جرائم الإرهاب، بل كان قصاصا لوطن بأكمله، لماضيه لحاضره لمستقبله، لتاريخه لحضارته لإرثه، للرسالة السماوية التي سطع نورها في سمائه، لأرضه الطاهرة التي وطئها خير البشر و لامستها جباه خير أمة أخرجت على الأرض.&

لقد كانت لحظة حقيقة انتصرت فيها العدالة لوطن أثخنته جراح القتلة، ومجتمع آلمه غدر الخونة، لحظة استرجعنا فيه كل اللحظات الحزينة التي سالت فيها الدماء المعصومة وفاضت فيها الأرواح البريئة على أيدي قتلة تجردوا من روح الإنسانية ليتلبسوا روح الشر وينصبوا أنفسهم قضاة يمنحون صكوك الغفران وأحكام الموت حسب أهوائهم المنحرفة.

إن تنفيذ حكم القصاص بهؤلاء المدانين بجرائم الأعمال الإرهابية هو تحقيق لمقاصد الشريعة وإنفاذ لشرع يحقن دماء الأنفس المعصومة ويجمع كلمة المسلمين ويحفظ أرواحهم وأموالهم، كما أنه رسالة بأن حفظ أمن البلاد والعباد والتصدي للمفسدين في الأرض من التكفيريين والخوارج والإرهابيين وأهل الفتنة أمر لا تهاون فيه ومعركتنا حكومة وشعبا ضد الإرهاب وأهل الفتنة مستمرة حتى النهاية لأننا لا نملك إلا خيار الانتصار فيها.

فالأمن هو أغلى ما يملكه المجتمع وهو الدرع الذي يحمي خاصرته ويثبت استقراره ويحفظ هيبة الدولة والقانون، أما القتلة وقطاع الطرق فليس لهم إلا عدالة السيف الأملح !