عمرو عبد السميع&

التطورات التي تشهدها المنطقة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي بزعامة السعودية، وكذا المواجهات المسلحة بين الجيش العراقي وطيران التحالف مع داعش في غرب البلاد وإستعداده للزحف شمالا إلي الموصل، بالإضافة إلي ذلك التدافع بين القوي الدولية والإقليمية علي أرض سوريا وفي أجوائها لتأكيد نفوذ هذا الطرف أو ذاك وتدعيمه، ربما شغلت البعض عن متابعة ما يجري في ليبيا التي- في تقديري- ستكون (هرمجيدون) أو الموقعة الفاصلة بين الخير والشر بحسب الرواية الإنجيلية.

&نعم..هناك تركيز من داعش علي نقل بعض من فعالياته وأفراده إلي ليبيا الآن، لابل وهناك تيارات كلامية تشير إلي وصول أبي بكر البغدادي خليفة ما يسمي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلي ليبيا وتحصنه فيها بعدما تلقي وقواته العديد من الهزائم في العراق والشام أجبرتهم علي الإنسحاب والتقهقر، ثم محاولة نقل المواجهة إلي ليبيا، التي تتسم بطبيعة صحراوية قاحلة وشاسعه تجعل من المواجهات البرية أمرا صعبا، فضلا عن توافر الموارد البترولية التي شكلت جانبا مهما من مصادر تمويل التنظيم في سوريا والعراق، إلي أن بدأت غارات السوخوي الروسية تستهدفها فأصابت خطوط نقلها بعطب كبير، وهيجت أعصاب الزبون الأساسي لذلك النفط المسروق (تركيا).

&اليوم يتمدد داعش في ليبيا ساعيا إلي وضع يده علي مواردها الضخمة من البترول، ومن ثم فهو يطرق- الآن- أبواب ميناء درنة البترولي الذي ربما يصبح بوابته إلي ما يُعرف باسم (هلال سرت النفطي) ويضم بعض مدن مهمة مثل مرسي البريقة ورأس لانوف والزويتينة.

&داعش بهذا يتضاغط مع قوات الجيش العربي الليبي التي تتمركز في شرق ليبيا وهو سيحاول إنتزاع نصر في مواجهتها مستخدما ترسانة السلاح المتخلفة عن حكم الرئيس القذافي، ومحاولا تحقيق ما يطمح إليه الأمريكان والغرب من إنهاك لقوة الفريق خليفة حفتر الذي بدا في لقائه بالمبعوث الأممي مارتن كوبلر أكثر حماسا لمشاركة روسية في مواجهة الإرهاب وهو مالم يطرحه عليه أحد!!

&

محاولة ضرب أو تصفية قوات خليفة حفتر تجعل الطريق ممهدا أمام كل المتآمرين وباستخدام (داعش) لإستهداف مصر وتشتيت تركيز جيشها بفتح جبهة أخري عليه من الغرب، فيها مسارات لتدفق المال والسلاح القطري والتركي بلا حساب، في معركة ستكون (هرمجيدون) أو الفاصلة بين الخير والشر.

&

&