ماهر الأكثر شبهاً وامتلاكاً لصفات والده
سلامي محمد
قالت المعارضة السورية «مجد توفيق جدعان» شقيقة «منال جدعان» زوجة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري لـ»القدس العربي» خلال حوار خاص معها، بأن «ماهر الأسد» هو الابن الأكثر شبهاً وامتلاكاً لصفات «حافظ الأسد»، كما أنه الأقرب له في مستوى «الدهاء والخبث والإجرام»، وهنالك فرق كبير بينه وبين «شقيقه بشار «، وفي كل الأحوال جميع أفراد هذه العائلة يتمتعون بشخصيات مركبة وعقد مرضية، كما قالت.
ونوهت إلى أن «ماهر لم يكن يوماً شخصا اجتماعيا على الإطلاق، فعلى الصعيد العائلي كان يذهب فقط إلى مطاعم معينة يوجد بداخلها غرفة خاصة له بعيدة عن مرأى العالم والاحتكاك بهم، وهو بهذا الأمر يختلف عن شقيقه الذي كان يحاول بتأثير من زوجته أسماء، ومن الشركة البريطانية التي تشرف على تلميع صورتهم، كان يذهب إلى المطاعم التي يرتادها الناس، ويحتك بهم محاولاً تجسيد الشخصية التي تظهره كرئيس ديمقراطي يتمتع بشعبية، بعيداً عن الإجراءات الأمنية المكثفة (ظاهرياً) لحمايته كشخص قمعي في بلد بعيدة عن الديكتاتورية. هذا ما قبل الثورة وخلالها إلى أن سقطت جميع الأقنعة وبدت ظاهرة للعيان طبيعتهم الدموية الوحشية».
وأضافت: «بعد إشاعة إصابة ماهر في عملية خلية الأزمة وبتر ساقيه لم يعد أحد يخوض في سيرته، فيما هو منشغل بالقتل وإدارة العمليات العسكرية الوحشية بعيداً عن متناول الإعلام، وأتصور بأوامر وإدارة الحليفة إيران سابقاً، وبالتنسيق وأوامر الحليفة الروسية اليوم، ماهر كشخص عسكري له الباع الأكبر في تدمير سوريا وقتل شعبها ومسؤوليته ليست أقل من مسؤولية البيدق بشار بفتح المجال لكل من هب ودب للمشاركة في سفك دماء الشعب السوري الحر وتدمير سوريا لقمع ثورته المجيدة».
ثمن بقاء بشار
وتابعت: «من المؤسف أن نرى العالم بعد الثورة السورية وثورات الربيع العربي يسعى جاهداً لتغيير دفة الثورات بما يتلاءم مع مصالح الغالبية الدولية المتفق عليها، والتي لا يوجد مجال لتغيير أيديولوجياتها لسنوات طويلة قادمة من خلال ثورات شعبية لم تكن بالحسبان ولم يكن هناك شخص ملائم لتثبيت هذه المصالح الإيديولوجية كبشار الأسد الذي فعل ما لم يفعله أحد من قبله من البيادق حيث تثبت الوقائع أنه قايض دماء الشعب السوري الطاهرة ودمار سوريا الكامل مقابل بقائه في السلطة، تلك التي فسحت المجال للعالم بتجديد إشعال النيران في ليبيا واليمن ولبنان وتحوير مسار ثوراتهم إلى حروب أهلية وتهديد ما بقي من بلدان الشرق بإشعال النيران بها أيضاً، وهذا اليوم ليس بمستبعد».
واستطردت: «وهنا لا بد من ذكر دور الأمم المتحدة المخيب للآمال والمأساوي والذي تبين بما لا يقبل الشك أنها موجودة فقط لتنفيذ سياسات العالم كما تقتضي المصالح وأن قانونها ليس إلا كقانون وزارة التربية مليء بالتناقضات التي في عمقها تعمل على إرساء الأهداف التي وضع لأجلها بعيداً عن الخطوط العريضة الخلابة التي يتم الإعلان عنها والتي تفرغ من محتواها باللوائح التنفيذية تماماً كما هو قانون الأمم المتحدة في ظاهره يخدم القضايا العامة والوطنية والإنسانية، وفي عمقه يقدم خدمات جليلة كالقلق المستفحل للعملاء الذين ينفذون المخططات التي بُنيت عليها سياسات الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق تم تهميش كافة التجاوزات والمجازر الموثقة التي ارتكبها نظام الأسد الكفيلة بإحالته إلى المحاكم الدولية، وتمت إحالة الملف لروسيا وإيران من قبل العالم أجمع لتحقيق ما فشل الأسد بتحقيقه، وأوله قمع الثورة السورية المجيدة، وقتل كل طموح في الحرية وفي إسقاط النظام كي لا تتكرر هذه الثورة في بلدان ثانية، مما قد يشكل خطرا فعليا لاستراتيجية الغرب الشرق أوسطية والتي تعتمد على دعم بعض البيادق في تنفيذ المخططات وهذا هو الدور الفعلي لإيران وروسيا اليوم على الأراضي السورية وفي غيرها من البلدان»، على حد قولها.
استبدال الشعارات
وأضافت: «ما نراه اليوم أن هذه المخططات تمهد لرسم سياسات جديدة لا تبتعد كثيراً عن السياسات السابقة في مبدئها ومضمونها إلا أنها قد تحمل في طياتها أقنعة جديدة بشعارات جديدة عوضاً عن الشعارات المبتذلة والمستهلكة التي عاش عليها الشعب السوري وباقي الشعوب المضطهدة لعقود، كشعار الصمود والمقاومة والوحدة والحرية والاشتراكية، واستبدالها بشعارات ثانية لا تمت إليها بصلة، وقد تلبي طموحات الشعوب في الظاهر حيث لن تكون إلا قناعاً آخر يتم تخدير الشعوب به حتى أجل غير مسمى، ولكن هيهات لهم تحقيق مآربهم في ظل بطولات الشعب السوري العظيم وإرادته في تحقيق أهداف الثورة رغم كل ما يُحاك له و رغم كل معاناته».
وردا على سؤال عن موضع رئيس النظام السوري في خضم ما تشهده البلاد من تطورات ميدانية متسارعة رأت «مجد جدعان»، أنه من غير الممكن وضع «بيدق كالأسد في مصاف روسيا والتحالف الغربي فهو ليس إلا بيدق صغير، وتنظيم «الدولة» أيضاً ليس إلا صنيعة متكاملة لبعض من بلدان المجتمع الدولي بإدارة وتمويل إيران وبتنظيم وتنسيق دولي مع إيران، هذه الحرب الشعواء على الإرهاب كان من المفروض أن تكون على نظام الأسد وحلفائه كمنبع للإرهاب، ولكن للأسف عوضآ عن ذلك كان لا بد لها من دعامة رئيسية ترتكز عليها بعد تهميش دور القاعدة بعد موت بن لادن، ركيزة أساسية يتم بها نشر الإرهاب في العالم ويتشوه بها وجه الإسلام وتكاد تكون قاعدة للنيل من أي مسلم في كافة أصقاع المعمورة دون مساءلة».
واستطردت بأن حجم تنظيم الدولة «وحجم تمويلها وحرية حركتها وتنقلاتها وآلية تحقيق أهدافها التي دعمت بها نظام الأسد وأساءت بها إلى الدين الإسلامي بشكل كبير كلها تدل على انها صنيعة بعض الدول الكبرى لتحقيق المآرب الكبرى مع شديد الأسف، وهذه الدلالات إن ساهمت بشيء فقد ساهمت بشكل كبير بالإضافة إلى قوانين الأمم المتحدة بقتل إنسانية العالم أجمع والحد من آليات التحليل والاستنتاج لدى العوام الذين ينجرون وراء الحملة الإعلامية العالمية التي صنعت من التنظيم ركيزة كبيرة للحرب على الإرهاب، وبنفس الوقت جعلت له كياناً كبيراً بات يستقطب الكثيرين، ومن ثم بعد ذلك توجهه بالدعوة إلى منبع الشر والإرهاب الأسدي وحلفائه للمشاركة بالقضاء على الإرهاب بطريقة تستغبي عقول جميع شعوب العالم دون استثناء، في زمن باتت الأحداث توثق فيها بنفس اللحظة بالفيديوهات وتنتشر خلال دقائق حول العالم ولا يمكن نكرانها، ولكن يمكن تشويه ما تراه الأعين بما تسمعه الآذان في هذه الحملة الإعلامية».
بشار لا يملك قرار التنازل عن الحكم
وأجابت «جدعان» عن توقعاتها بإمكانية تنازل الأسد عن الحكم في البلاد بالقول: «بشار لا يملك قرار التنازل عن الحكم أو عدم التنازل كما هو لم يكن يملك القرار بأن يكون رئيساً أو لا يكون رئيساً، وقائع الثورة تقول بأن هذا الدهاء وهذه المؤامرات على الشعب السوري وهذه التحالفات لقمع الثورة وهذه الحرب على الإرهاب ليست إلا وفقا لتخطيط وخبرة عاليي المستوى وبتنسيق اعتى أجهزة مخابرات العالم، البيدق الأسدي يعمل منفذاً للأوامر فقط وفقا للصفقة التي باع بها الدماء السورية والأراضي السورية، وهو لن تكون له أي سلطة عندما تنتهي مهامه وعندما ينتهي منه حلفاؤه».
وأوضحت، بأن هذه الصفقة قد يكون من ضمنها ضمان عدم محاسبته والخروج الآمن له ولمن معه مع أموالهم إلى أحد البلدان التي تتحالف معه، «ستنتهي مهمته عندما يكتمل دمار سوريا بدمار دمشق وعندما يصبح تعداد الشعب السوري على الأراضي السورية ملايين معدودة، تتضمن الموالين والرماديين والخائفين فقط لا غير، لم يكتف الأسد بعد بكل تلك الدماء التي سفكها والملايين التي شردها والمدن التي حاصرها وقتل أهلها جوعاً ولا بتلك البراميل المتفجرة التي استعملها، ولا زال لم يكتف بعد من كل ما حققه، ولا زال لا يملك ذرة من الضمير البشري ليتنحى، لا زال يمشي وفق ما خططوه له ويريد أن يتحاور، ولكن فقط مع من يحددونه له من المعارضات التي صنعوها لخدمة تحقيق أهدافهم».
وحول الإمكانيات التي جعلت الأسد على رأس الحكم للفترة الحالية، أشارت «مجد» إلى الأسد ونظامه بأنه «لم يكن ليستمر ليومنا لو لم يستعن عسكرياً ومادياً ومخابراتياً وتخطيطياً بغيره من الحلفاء الذين يشكلون منبع الشر في العالم، ولم يكن البيدق الأسدي ليستعين بأحد لو لم يكن من الضعف المطلق أمام الثورة السورية رغم إمكانياته الفردية والعائلية المالية، والعسكرية».
وتكمل حديثها بالقول: «بشار الأسد سار على خطوات والده في حكمه لسورية، والتي كما قلت سابقاً تجلت بتنفيذهم للأوامر وباعتمادهم على الأجهزة المخابراتية الكثيرة التي قامت على أسس القمع والرعب للمواطن في حماية تنفيذ هذه الأوامر تلك الأجهزة القمعية التي تفوقت بأدائها الوحشي حتى باتت مضرباً للأمثال إلى درجة استعانة أمريكا بها لتعذيب بعض سجناء غوانتنامو وإرسالهم إلى سوريا حيث لا يوجد قوانين ولا حدود للوحشية التي تتعامل بها هذه الأجهزة ولا يوجد رقيب، فحكم الأسد في سوريا هو حكم عائلي طائفي يقوم على إحكام السيطرة على أدوات تسلط وفساد هذا الحكم من مدراء أفرع وضباط جيش ووزراء ومنتفعين وأفراد، هذا التسلسل الهرمي هو الذي جعل من ضعف شخصية البيدق الأسدي ديكتاتورية مطلقة، تلك هي المؤسسات التي يحاول المجتمع الدولي المحافظة عليها كي لا يتكرر سيناريو العراق وهذا برأيي منافٍ لأي منطق قانوني أو وطني بعد كل ما حصل في سوريا من هذا النظام».
وتتابع: «هنالك الكثير من التناقضات التي نعيشها على الصعيد السياسي والعسكري لا تفسير لها إلا أن روسيا قد تم إعطاؤها الضوء الأخضر دولياً كي تتكفل بما لم يستطع البيدق الأسدي وحزب الله وإيران من تحقيقه بعد أن تكفلت روسيا بسوريا تحولت آليات قمع الثورة إلى حرب إبادة شاملة ضد الشعب السوري وعلى مرأى من العالم أجمع، وهذا شيء أكثر من مؤسف فاليوم بتنا نشعر بأن هنالك قوة عظمى سقط قناعها وبدت حقيقتها عارية كما هي عارية حقيقة الأسد»، وتكمل قائلة: «في يوم من الأيام ظننت أن هنالك أسداً واحداً ويمكن القضاء عليه اليوم، أجد ان كل الدنيا أسود وجميعها متحدة للقضاء على الإنسانية والحقوق المشروعة والعدالة تحقيقاً لبقاء سلطتها وتنفيذا لأهدافها دون رادع أو رقيب وتحت ظل شعارات رنانة لا تختلف عن شعارات الصمود والتصدي التي يرددها النظام، إلا أنها جميعها تخدم المصالح التي خدمها الاسد بحكمه لسوريا من خلال تحكمها في العالم، وهنا لا بد لي أن أذكر إيماني المطلق بأن ما من كبير إلا وإرادة الله أكبر منه ويمهل ولا يهمل».
دور والدة بشار
وتقول جدعان: «آل الأسد أقوياء على الضعيف وضعفاء أمام الأقوياء وللأسف شاءت الأقدار أن يحكموا سوريا وأن يقايضوا دماء شعبها الطاهر بأرخص الأثمان، ودور والدتهم هو فقط إرشادهم لأفضل الطرق لما فلح الأب بتنفيذه وغاب عن وعي بشار بحسن تنفيذه، وكمثال هنا أشير لكيفية وحجم الفساد في زمن الأب كانا تحت السيطرة المطلقة من جانبه، وكان يمنحهما بعض الغطاء الأدبي في تنفيذه، كان يحتفظ بملفات فساد المسؤولين بعد أن يطلق يدهم وعندما يغضب على أحد منهم كان يخرج ملفه، كما كان يطلق يد العائلة بالسرقات ولكن تحت غطاء تجاري دون ذكر تحكمه بواردات الثروة النفطية طوال تلك السنوات دون ما يشير إلى ذلك ويوثقه، إلى أن فاحت رائحة سرقته هذه بعد موت باسل الأسد، وظهر للعلن حجم إيداعاته البنكية في البنوك السويسرية والتي تجاوزت آنذاك العشرة مليارات دولار؛ بينما في زمن بشار استفحل الفساد ودون أي غطاء حيث قام كرئيس بإصدار مرسوم يشمل قوانين إنشاء شركات طيران لمدة 48 ساعة يستغلها قريبه رامي مخلوف بإنشاء شركته المحضر لها سابقاً، ومن ثم قام بعد ذلك بإلغاء القانون من باب الدعم الرئاسي المطلق لفساد وسرقات وإحتكارات مخلوف عندما أطلق له ولغيره العنان بنفس هذه الطريقة الرئاسية بإحتكار كافة الأعمال في سوريا والتحكم بأرزاق العباد مما فسح المجال لظهور رؤوس أموال خيالية لعدة أشخاص تم اختيارهم لمضاعفة الثروات الأسدية وهم أشخاص الخمسة بالمائة كما هو متعارف عليهم وعلى رامي مخلوف، والذي كان لوالدتهم الدور الأكبر في تعزيز سرقاته وسرقات والده وهو أخوها المفضل، تماماً بنفس الطريقة التي دافعت بها عن غباء عاطف نجيب وعززت مواقفه في قتل الأطفال وتعذيبهم في أول أحداث الثورة في درعا والتي كان لا بد للإبن الرئيس أن يدعمها بإطلاق النار الحي على الشعب الحر في الجامع العمري والذي أسقط ثلاثة شهداء، اندلعت بعد دمائهم الثورة السورية، بالطريقة التي تابعناها بها والمؤسف جداً أن هذه الثورة بقيت ثورة سلمية لمدة ثمانية أشهر، واجهت بها قتل وقصف وتنكيل النظام على مرأى من العالم أجمع. وللأسف حينها لم يدافع المجتمع الدولي عنها وعن حقوقها المشروعة.
اليوم بتنا نعرف بيقين مطلق لماذا لم يدافع عنها وبتنا نعرف أنه كان يعيد دراساته وأيديولوجياته لتحويل مسارات جميع ثورات الربيع العربي لتحقيق أهدافه».
التعليقات