&بعد إطاحته بالاتفاق الثلاثي ثم باتفاق مورفي ـ الأسد هل أطاح جعجع باتفاق الحريري جنبلاط فرنجية؟

رئيس المردة مستمر بترشيحه... المستقبل لخيار المعركة... ورهان «عوني» على مسؤولية الشركاء

سعد الياس

&&لا حديث في بيروت يعلو على حديث رئاسة الجمهورية بعد خطوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون إلى الرئاسة مسجلاًً دينامية جديدة وخلطاً للاوراق دفعت بالبعض إلى استحضار انتفاضاته التي اشتهر بها عندما كان رئيساً عسكرياً للأركان في القوات اللبنانية حيث أطاح في 15 كانون الثاني يناير 1986 بالاتفاق الثلاثي الذي رعته سوريا بين كل من رئيس حركة أمل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية ايلي حبيقة ، ثم كرّر الامر في العام 1988 عندما أطاح بالتعاون مع قائد الجيش العماد ميشال عون بإتفاق مورفي الاسد على انتخاب مخايل الضاهر رئيساً تحت شعار «الضاهر أو الفوضى» قبل أن يطيح بالامس في 18 كانون الثاني/يناير 2016 باتفاق الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

ومنذ الإعلان عن ترشيح عون من معراب لم تهدأ حركة اللقاءات حيث قام المرشح المنافس لعون النائب فرنجية بزيارة بكركي بعيداً عن الاضواء والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وغادر ليعلن عبر تويتر «أنا ماض في ترشحي إلى الرئاسة ومن يريدني يعرف عنوان منزلي»، في وقت كان العماد عون يزور مقر الرهبانية اللبنانية المارونية ويحظى بمباركتها بعد نيله بركة بكركي.

وفي اطار الاتصالات زار الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب ظهر امس عين التينة حيث التقيا الرئيس نبيه بري الذي تسود علامات استفهام حول حقيقة موقفه من ترشيح عون وما اذا كان يفضّل فرنجية عليه ولاسيما بعد اعلانه ترك الحرية لأعضاء كتلته بالتصويت لمن يرونه مناسباً. واعتبر باسيل بعد اللقاء «أن ما حدث في معراب كان باب انفراج كبير لتسريع الامور، لكي يتم الاستحقاق الدستوري وفق ميثاقنا الوطني. وحالة الانفراج هذه نريدها أن تصب في مصلحة الجميع، وما حصل يعزز الوحدة والتفاهم المسيحي، ولكن يعزز أكثر الوحدة والتفاهم على المستوى الوطني على قاعدة التوازن الوطني وعلى قاعدة أن الاقوياء والممثلين الفعليين لهذا الوطن هم الذين بتبوأون المناصب الدستورية، وهم الذين يشيعون جواً من التفاهم والتوافق الوطني الذي يزيل كل الاختلالات القائمة في وطننا».

وأضاف «نحن حريصون كل الحرص على بعضنا وعلى حلفائنا وعلى حفظ حلفائنا، وساعون إلى التفاهم مع الجميع»، ولم يرَ مشكلة في زيارة النائب فرنجية.

وكان الوزير باسيل استهل لقاءاته بزيارة الوزير السابق فيصل عمر كرامي لشرح طبيعة التأييد لترشيح عون من قبل خصم آل كرامي الدكتور سمير جعجع وساعياً كما قال «لحرق الصفحات السوداء في تاريخ لبنان، وان تكون هناك صفحات بيضاء». أما كرامي فقال «استمعنا من الوزير باسيل إلى شرح مفصل عما جرى بالأمس، ونحن في الاجواء ونأمل الوصول بمرشحنا، مرشح فريقنا، العماد عون إلى سدة الرئاسة بغض النظر عمن يؤيده».

وتابع «الذي نطالب به منذ فترة طويلة هو شخص العماد عون، رجل يستطيع ان يعيد للدولة هيبتها وقرارها الحر والمستقل، ويبني من خلالها المؤسسات بعيداً عن الفساد والمحسوبيات، فهذا املنا، ولكن هذا لا ينفي ان هناك مشكلة قضائية مع الدكتور سمير جعجع، ولم تعالج بالقضاء إنما عولجت بعفو، وهو برأينا غير دستوري وغير قانوني في مجلس النواب، ولكن هذا موضوع منفصل عن موضوع دعمه للجنرال عون، فأهلاً وسهلاًً بكل الاصوات التي توصل الجنرال عون إلى سدة الرئاسة وتوصل مرشحنا».

تزامناً ، كانت القوات اللبنانية تؤكد على لسان نائب رئيسها النائب جورج عدوان من مجلس النواب «أن خطوة ترشيح عون ليست لمواجهة أي فريق»، وطالب «برئيس لبناني الهوى وصنع في لبنان بغض النظر عن الظروف الاقليمية وهذه الدولة أو تلك «.

أما رئيس القوات سمير جعجع فزار البطريرك الراعي وتوقّع «الحصول على ردود فعل إيجابية لأنني صراحةً ووفق المنطق لا أجد سبباً لردود سلبية، فالإطار السياسي للترشيح واضح جداً، ولا أعتقد أن أي لبناني يختلف مع الآخر حول النقاط العشر التي طُرحت، وفي ما يتعلق بضرورة حصول انتخابات رئاسية أيضاً، أتمنى على كل الكتل النيابية استعراض الموقف والتوقف عنده ومناقشته لاتخاذ الموقف المطلوب للتوصل في أسرع وقت ممكن إلى انتخابات رئاسية تُخرجنا من الوضع الذي نحن فيه إلى وضع أفضل».

وعن موقف حزب الكتائب من الترشيح، أجاب جعجع: «بالأمس اتصلتُ برئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل وتحدثنا بالموضوع، وكان حزب «الكتائب» قبل ذلك على إطلاع أننا نحاول التوصُل إلى أمر ما مع الجنرال عون، ولا أتصور أن الكتائبيين تجاه هكذا محاولة توحيد واجراء انتخابات رئاسية سيكون موقفهم سلبياً ولاسيما أنهم من أكثر الناس المنادين بانتخاب رئيس للجمهورية بدل التلهّي بعقد جلسات تشريعية للمجلس النيابي وتفعيل العمل الحكومي».

وعن استمرار النائب سليمان فرنجية بترشيحه وقوله «من يريدُني يعرف أين بيتي؟»، قال جعجع: «أعتقد أن هنا بيت القصيد وليس الجزء الأول، فالوزير فرنجية بغض النظر اذا اختلفنا معه في السياسة أم لا، يقف عند كلامه، وكان يكرر دوماً أنه «اذا كان للجنرال عون حظوظ في الانتخابات الرئاسية فأنا معه وأصوّت له»، وأتصور ان حظوظ عون باتت مكتملة تقريباً لذا أتوقع أن يتشبث الوزير فرنجية بكل الكلام الذي قاله سابقا،ً فهذا مغزى كلامه ان عنوان بيته معروف، وأنا غير متشائم لناحية الموقف الذي سيتخذه الوزير فرنجية».

وعمّا اذا ما أطلعه العماد عون عن تطمينات من “«حزب الله»” في خلوة الأمس، اعتبر جعجع «ان موقف «حزب الله» واضح من هذه الجهة، ففي ما يتعلق برئاسة الجمهورية الحزب يسير على السراء والضراء خلف الجنرال، وبالتالي لا أعتقد ان هناك لغطاً في الموضوع».

وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري، أكّد جعجع «ان العلاقة مع الرئيس الحريري هي كما كانت دائماً، وما يجمعنا معه ومع تيار «المستقبل» أكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة، ولا أُنكر أبداً أن هناك خلافاً حول الترشيحات إلى رئاسة الجمهورية، ولكن في الوقت عينه أؤكّد على النظرة الأكبر للأمور التي نتفق حولها».

وعن امكانية انتخاب رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين، رأى جعجع أنه «يجب أن نضع كل جهدنا لانتخاب رئيس في الجلسة المقبلة في 8 شباط أو قبلها اذا استطعنا، وهذا الأمر يتطلب نوايا سليمة للخلاص من الفراغ الرئاسي». وعن إمكان تطيير نصاب جلسة الانتخاب من بعض الكتل النيابية، استبعد جعجع «وجود شيء من هذا القبيل، فإذا لم يوافق أحدٌ ما على مضمون النقاط العشر التي على أساسها تم هذا الترشيح، نحن مستعدون لمناقشته وعدا ذلك حرام الاستمرار بالفراغ الرئاسي أكثر، يجب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن».

ونفى جعجع حصول شرخ في الصف المسيحي في حال حصلت جلسة انتخاب بين عون وفرنجية، فقال: «في الأنظمة الديمقراطية، هذا المنطق غير موجود، في كل انتخابات في أي مكان من العالم أحدهم يربح والآخر يخسر، واذا حصلت الانتخابات سنشارك بديمقراطية ونصوّت وليفز من يستحق»، آملاًً «ان تنعقد جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لأن البلد لم يعد يحتمل».

وفي المواقف، توقفت كتلة المستقبل عند ترشيح جعجع لعون واستمرار فرنجية بترشحه وأكدت «اهمية إجراء الانتخابات الرئاسة وملء الشغور مؤكدة الإلتزام بتوجهات الرئيس سعد الحريري في موضوع الرئاسة إنطلاقاً من ان الكلمة الفصل تبقى للمجلس النيابي» في اشارة ضمنية إلى تفضيله خيار المعركة وعدم سحب تأييده لفرنجية.

وفي انتظار ما سيعلنه الزعيم الدرزي بعد اجتماع مشترك لمجلس قيادة الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي قبل ظهر غد الخميس فإن مستشار العماد عون جان عزيز سأل «هل تتوج خطوة الأمس باستحقاق مار مارون؟»، وكتب «إنها مسؤولية كل شركاء الوطن. من سعد الحريري الشريك الرابح في مصالحة الأمس. إلى وليد جنبلاط حافظ أمانة سلام الجبل التي حملها له ميشال عون في آخر زيارة. إلى فارس الشمال سليمان فرنجية ووريث الشهداء سامي الجميل… آن أوان اللقاء».

&