يحيى الأمير

للتاريخ فإن كل ملوك هذه البلاد قد زاروا المنطقة الشرقية، وزارها بعضهم لأكثر من مرة، لم تكن تلك الزيارات مجرد لقاءات رسمية عابرة فحسب، بل إنها احتفاء بما تمثله المنطقة الشرقية من محورية في تاريخ وحاضر ومستقبل هذه البلاد.

المنطقة الشرقية هي العلامة السعودية الأبرز على التنوع والتعايش، هذا التنوع الذي يمثل أبرز مظاهر الثراء السعودي، وطن متنوع متوحد تحت هذه المظلة الكبرى: المملكة العربية السعودية.

ذلك التنوع المذهبي في المنطقة الشرقية الذي حاولت قوى الشر أن تجعله مدخلا للفرقة والانقسام والعداوات لكن الناس والدولة واجهوا ذلك بكل

مواضيع أخرى

كثرة الأدب وقلّته

اقتدار، وحافظوا عليه كمصدر للثراء وتعزيز المواطنة.

في المنطقة الشرقية حيث المصدر الاقتصادي الأبرز والأضخم للمملكة من نفط وغاز وحيث أضخم تجربة استثمارية في العالم تتمثل في التاريخ العريق لشركة أرامكو وما أحدثته من تغير في المنطقة بل في المملكة والعالم، وهي اليوم تستأنف مرحلة جديدة في التحول من أضخم شركة نفط في العالم لتصبح أضخم شركات الطاقة عالميا، خاصة أن حجم الموجودات من الغاز والمعادن يساعد على ذلك ويجعلها مؤهلة لأن تحتل هذه المكانة، والكثير من المشاريع التنموية العملاقة التي يدشنها خادم الحرمين الشريفين في زيارته للمنطقة تصب في ذلك الهدف التنموي الضخم، حيث تشهد الزيارة افتتاح مشروع حقل خريص العملاق وهو أحد آخر الحقول العملاقة التي تم اكتشافها في العالم كله، إضافة إلى حقل منيفة الضخم المغمور بالمياه والواقع شرق الجبيل وحقل الغاز في واسط وحقل الشيبة وغيرها من المشاريع التي تمثل توسعا هائلا في الاكتشافات التي تصب في تعزيز موقع العالم في قطاع الطاقة عالميا.

الجغرافيا التي تمثلها المنطقة الشرقية كبوابة على الخليج العربي يجعل منها إحدى أنشط المناطق وأكثرها حركة وتنوعا ثقافيا واجتماعيا وهو ما سيتم تفعيله واستثماره من خلال افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الحضاري العالمي (إثراء) الذي يحتفي بالمعرفة والإبداع والفنون وسيتضمن الكثير من الأحداث المعرفية والعلمية والفنية والثقافية على امتداد العام، إضافة إلى ما سيحويه من متاحف ومكتبات ومعارض.

إن القيمة الكبرى في المنطقة الشرقية تتمثل في إنسانها الذي يمكن تقديمه كواحد من نماذج الاعتدال والاحتفاء بالتنوع والإيمان به كقوة اجتماعية تمثل الرافعة الأبرز للتنمية والأمن والاستقرار، وهو ما يتكامل مع بقية المناطق ليمثل هذا الجسد السعودي الواحد والذي بقدر ما استطاع أن يقدم للعالم هذا النموذج الوطني الكبير والمؤثر قادر أيضا على بناء مستقبله بكل ثقة وإيمان.