&الحريري يعوّل على ربيع باكر بدءاً بجلسة انتخاب الرئيس في 2 آذار وتيار عون يحوّل معركة الرئاسة إلى ميثاقية: أين ارادة 86 في المئة من المسيحيين؟

&

&سعد الياس

&يمكن القول إن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اختصر المشهد السياسي هذا الاسبوع منذ أن عاد إلى بيروت لإحياء الذكرى الـ 11 لاستشهاد والده رفيق الحريري ولخلق دينامية سياسية تسبق الجلسة السادسة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 2 آذار/مارس بحيث تتميّز هذه الجلسة المنتظرة عن سابقاتها بحجم الحضور وبمحاولة جدية لاكتمال النصاب وإنجاز انتخاب الرئيس بعد 21 شهراً من الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا.

وفي انتظار الجلسة الجديدة ، أدار الرئيس الحريري محرّكاته وعقد سلسلة لقاءات لوضع القطار الرئاسي على سكّة ساحة النجمة، وأبرز هذه اللقاءات كانت مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي ما إنفك الحريري يلتزم ترشيحه إلى سدة الرئاسة الأولى داعياً جميع النواب للنزول إلى البرلمان لاختيار رئيس من بين 3 مرشحين هم إلى جانب فرنجية رئيس تكتل التغيير والاصلاح، العماد ميشال عون المدعوم من حزب الله والقوات اللبنانية ومرشح اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو.

وفيما يجري الحديث عن تحالف رباعي رئاسي من الحريري وبري وجنبلاط وفرنجية، تبدو أوساط تيار المستقبل معوّلة على جلسة 2 آذار/مارس وتسأل «هل يبدأ ربيع بيروت باكراً؟». وتستدرك «أن الجواب هو عند حزب الله الذي يخطف الرئاسة ومن خلفه إيران». وتقول الأوساط «لا مبرر لتعطيل النصاب إلا إذا كانت إيران تريد ثمناً إقليمياً لانتخابات الرئاسة اللبنانية». ولاحظت «أن المرشح فرنجية قال من بيت الوسط كلاماً جديداً، إذ تحدث عن الواجب الديمقراطي لكل نائب وكل استحقاق» معلنا أنه «لن يُحرج بإنسحابه لمصلحة العماد عون الرئيس الحريري الذي كان شهماً وآدمياً معه وأيّده للرئاسة».

غير أن خطاب الحريري في 14 شباط/فبراير وما تلاه من تصريحات أوجد إشكالية مع شريحة مسيحية عبّر عنها تكتل التغيير والاصلاح الذي انتقد عدم احترام إرادة الأكثرية المسيحية. ولوحظ أن عنوان المعركة الرئاسية إتخذ شعار احترام الميثاقية المسيحية في انتخاب الرئيس.

وبدا ان سعد الحريري وقف بالمرصاد لفتح هذه المعركة بإعلانه «ان هناك اربعة مرشحين التقوا في بكركي وقد قالوا ان أي واحد منهم يأتي للرئاسة له الغطاء المسيحي، لذلك لدينا مرشح وهو سليمان فرنجية وهو من ضمن هؤلاء الأربعة، وكل حرّ في اختياره»، لافتاً إلى «أن هذا الموضوع سياسي وطني وله علاقة بكل التركيبة الوطنية في لبنان، ونحن على هذا الأساس نسير».

في المقابل، فإن تكتل التغيير والاصلاح أعلن «أننا سمعنا مواقف من الميثاق والدستور والحياة الديمقراطية. نحن نقول ما يلي: إنّ ترجمة كلّ هذه العناوين تُختصَر بعنوانٍ واحد، وهو الشراكة الفعليّة وإرادة الشعب، فأين نحن منها؟». وأضاف التكتل في بيان «سنبدأ أولاً بالميثاق لنقول: هل من تهميشٍ أبلغ من التهميش الذي يعيشه المكوّن المسيحي بعد أن قال كلمته؟ أين إرادة الـ 86 ٪ من المسيحيين؟ هل إنّ حدود الميثاقيّة تقف عند المكوّن المسيحي، فيُختزل تمثيله عند كلّ إستحقاقٍ نيابيّ أو حكوميّ أو رئاسيّ؟ هل هذه هي الميثاقيّة؟».

وتابع «ثانياً، في الدستور: إنّ المخالفة الأساسيّة هي للنظام الديمقراطي البرلماني، الذي هو نظامنا الدستوريّ، وذلك عبر التمديد لمجلس النواب مرتين.. وانّ الهدف من التمديد كان لتأبيد أكثريّة عاجزة عن إنتخاب رئيس، ومعطِّلة للشراكة الوطنيّة الفعليّة. فهل يستقيم إحترام الدستور من خلال تجاهل إرادة الشعب وأُسس هذا النظام الديمقراطي؟ الأمر ليس ترفاً أو إنتقاءً، أو إستنساباً».

وبعد المرور على إعلان «لاهافانا» خلال اللقاء التاريخي بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا للأرثوذكس، والذي نتج عنه تعبير عن قلق شديد من تقييد حقوق المسيحيين حالياً، أكد «أننا، ومن منطلق الميثاق، نرفض أي وصاية علينا، وخصوصاً تلك المتأتية من مخالفة اتفاق الطائف الذي هو دستورنا. وفي هذه المخالفات وفي هذا العرض نستخلص التالي: الأمر ليس نزهة، فالأخطاء والمخالفات والأخطار تضرب العيش المشترك أو تؤدي إلى ضرب العيش المشترك ووحدة الوطن، فالمسيحيون ليسوا أتباعاً، بل هم شركاء كاملون في السلطة».

وما لم يقله البيان الرسمي لتكتل عون ذكرته مصادر التيار البرتقالي التي انتقدت من يحاضر في الديمقراطية، وقالت ضمناً عن الحريري «في بلد تغتصب إرادة مواطنيه أربعة أعوام، يخرج أحدهم ليعظ الناس عن الالتزام والاحترام والأصول والفصول. وفي بلد حوّله البعض إلى فندق، ثم حمّل أهله مسؤولية فراغه كل شيء يمكن أن ينتظر، طالما أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أولم قبل سنة كاملة لميشال عون وأولم اليوم لسليمان فرنجيه وفي زيارته المرجوة بعد سنة، قد يولم لشريك ثالث، فيما يظل ينكر أنه التزم مع شريكين سابقاً، ويؤكد على ثباته في التزاماته لاحقاً».