&هاشم عبده هاشم

•• لم تعد المنطقة رهناً لعبث الآخرين..

•• سواء أكان هؤلاء الآخرون هم الإيرانيين والجماعات والميلشيات.. والادوات الدائرة في فلكهم.. أم كان غيرهم..

•• وذلك بعد أن تمكنت المملكة من حشد أكبر عدد ممكن من قوى الأمتين العربية والإسلامية.. في أكثر من تحالف عسكري.. هدفه توحيد القوة.. بتحقيق الحد الأعلى من التكامل والشراكة بين القوات المسلحة..

•• حدث هذا في التعاطي مع الوضع في اليمن..

•• كما حدث ويحدث الآن من خلال التمرين العسكري فائق الأهمية "رعد الشمال" بمشاركة (20) دولة عربية وإسلامية تجتمع قواتها العسكرية لأول مرة في تاريخ الأمتين.. على أرض المملكة العربية السعودية.. أو في أي مكان آخر بهدف درء الاخطار المحدقة بالجميع من الموجات الإرهابية الخطيرة وضد مهددات الأمن، والاستقرار للدول الأعضاء في التحالف.

•• وعندما يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله اليوم ختام هذا التدريب الاستثنائي.. في حضور قيادات عربية وإسلامية رفيعة المستوى.. فإنه يدشن بذلك مرحلة جديدة ومختلفة من العمل العربي والإسلامي المشترك لأول مرة في تاريخ الأمتين بمشاركة هذا العدد الكبير من القوات العسكرية البرية والجوية والبحرية للتصدي لتلك الأخطار..

•• وعندما تقود المملكة عملاً عسكرياً بهذه الضخامة في وقت كاد فيه الإنسان العربي والمسلم يفقد الامل في التوحد.. والتعاون.. والتكامل.. فإنها تؤكد بذلك أن مصير دول وشعوب الأمتين بيد هذه الأمة وليس بيد الآخرين.. وان كل مقدراتها ستكون بعد اليوم في خدمة الهدف الأسمى لهما وهو تحقيق الأمن والاستقرار والأمان.. بدلاً من البقاء تحت رحمة الأعداء يخططون ويرسمون مستقبلنا.. ويتحكمون في مصائرنا.. ويقسمون دولنا ويضعون مشروعاتهم وأجنداتهم على أساس تفتيت وتبديد واستنزاف مصادر القوة فينا..

•• وأنا أدرك شخصياً.. كم يزعج هذا العمل التضامني الرفيع كل قوى الشر المتربصة بنا.. لأنه يقف بوجه "أجنداتهم" ومخططاتهم الخطيرة.. لكن هذا لم يعد يهمنا.. أو يقف دون تصميمنا على أن نعتمد على أنفسنا.. وأن نحشد كل طاقاتنا لمواجهة مخططاتهم تلك.. وإعادة بناء دولنا ومجتمعاتنا على أسس من التوحد والعمل الجماعي..

•• لقد اختارت المملكة العمل العسكري كنواة في العمل المشترك لبناء القوة القادرة على الردع لأن طبيعة التحديات الراهنة تتطلب هذا الحشد القوي والضارب..

•• لكن ذلك لا يعني – ابداً – أننا نغفل عن أهمية حشد الطاقات الأخرى.. وتحقيق التعاون والتنسيق على المستوى السياسي والاقتصادي.. والأمني.. والإنساني.

•• وبمعنى آخر.. فإن "تمرين رعد الشمال" هو الانطلاقة الأولى لحشد قوى الأمة في الاتجاه الصحيح.. وان عملاً ضخماً وكبيراً يتم الآن على الأصعدة الأخرى.. لأن المملكة تؤمن بأنه لا خيار أمام هذه الأمة أفضل من الاعتماد على الذات للدفاع عن أنفسنا والحفاظ على وحدة بلداننا.. والنهوض بمجتمعاتنا.. وتحقيق تطلعات شعوبنا..

•• وفي هذا الاتجاه فإنه لم تعد تهمنا تهديدات الغير باختبار صواريخهم البالستية أو استعراضاتهم "العبطية".. لأن لدى هذه الأمة من القدرات والإمكانات ما يفوق الخيال، وان أي مغامرة سوف يقدمون عليها ستواجه بما ليس في حسبانهم بعد اليوم.

◘ ضمير مستتر:

•• ما دمت قوياً.. فإن الخوف بعيد عنك.. وعلى أعدائك أن يتحملوا وحدهم نتائج مغامراتهم..