واشنطن - جويس كرم: عايش الحزب الجمهوري الأميركي ساعات درامية أمس، مع إعلان قيادته أن النجم التلفزيوني وبليونير سوق العقارات دونالد ترامب هو «المرشح المفترض» للحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي بات مرجحاً أن ينافس فيها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي تقترب من الرقم الذهبي لانتزاع اللقب رغم خسارتها في إنديانا فجر أمس.
&
وأهدت ولاية إنديانا الريفية بفارق أكثر من ١٥ نقطة، ترامب تذكرة الفوز في السباق الجمهوري، ما دفع منافسه الأقوى تيد كروز إلى الانسحاب، وحتم إعلان رئيس «اللجنة الجمهورية الوطنية» رينس بريبوس أن «ترامب هو المرشح المفترض للحزب الجمهوري، وعلينا جميعاً الاتحاد خلفه والتركيز على هزيمة كلينتون».
&
ولاحقاً، نقلت شبكة «أن بي سي» أن المنافس الأخير لترامب، حاكم ولاية أوهايو جون كايسيك، سينسحب ايضاً من السباق، ما يجعل ترامب المرشح الفعلي للجمهوريين.
&
وفاجأ فوز ترامب كثيرين، كونه المرشح الأول للحزب منذ دوايت آيزنهاور (١٩٥٣) بلا خلفية سياسية أو منصب منتخب. وكان الإعلام الأميركي وصفه بأنه «مهرج» حين أعلن ترشحه في حزيران (يونيو) الماضي، وانتقد مراقبون مرات تصريحاته المحرضة ضد الأقليات المسلمة واللاتينية والنساء، وكذلك المواجهات العنيفة التي شهدتها تجمعاته الانتخابية بين أنصاره والمتظاهرين، وآخرها قبل أيام في كاليفورنيا. كما أثار المرشح جدلاً في شأن تصريحات عن مجموعات عنصرية مثل «كو كلوكس كلان».
&
لكن الدعم الشعبي لترامب من القاعدة اليمينية، وجمعه عشرة ملايين صوت في مقابل سبعة ملايين لكروز، جعل القيادة الجمهورية تستسلم لتقدمه كأمر واقع. وهو هزم ١٦ مرشحاً وجمع حتى اليوم ١٠٤٧ من أصل ١٢٣٧ مندوباً هو العدد المطلوب للفوز.
&
ورغم التفاف القيادة الجمهورية حول ترشيح ترامب والغزل العلني بينهما مع شكر المرشح المؤسسة اليمينية في خطابه، يواجه حزب رونالد ريغان وأبراهام لينكولن انقسامات حادة حول شخصية ترامب، إذ أعلن جمهوريون بارزون أمس دعمهم كلينتون في الانتخابات العامة، بينهم مارك سالتر المستشار السابق للسناتور جون ماكين، وليون وولف المسؤول عن موقع «راد ستايت» المحافظ.
&
وكشف ماكين عن أنه سيغيب عن مؤتمر الحزب في تموز (يوليو) المقبل، في وقت أعلن تشارلز كوك، أحد الأخوين الثريين كوك وأبرز الداعمين للجمهوريين، أنه قد لا يدعم ترامب.
&
ورفض كروز في خطاب الانسحاب تبني ترشيح ترامب، وبدأ الحديث عن احتمال تقبل اليمين خسارة البيت الأبيض أمام كلينتون، وإعادة رص صفوفه لانتخابات ٢٠٢٠. ومنح استطلاع أجرته محطة «سي إن إن» التقدم لكلينتون بفارق ١٣ نقطة على ترامب بتأثير دعم الأقليات والمعتدلين لها بعدما هاجمهم المرشح اليميني.
&
وستحتاج كلينتون قبل مواجهة ترامب الى حسم السباق الديموقراطي ضد ساندرز الذي فاز بفارق خمس نقاط في ولاية إنديانا، علماً أنها تتقدم بفارق كبير في عدد المندوبين (٢٢٠٢ مقابل ١٤٠٠ لساندرز)، وتبتعد عن اللقب بفارق ١٨٠ مندوباً اليوم. لكن الجدول الانتخابي قد يُفيد ساندرز الأسبوع المقبل مع تصويت ولاية ويست فيرجينيا، حيث يتقدم المرشح اليساري. وتتطلع حملتا ساندرز وكلينتون الى معركة حاسمة في كاليفورنيا في ٧ حزيران (يونيو) المقبل ستقرر مصير المرشحين وشكل الانتخابات العامة.