&تحرشات جنسية لمشاركات في مهرجان فني في ألمانيا.. وتوقعات بترحيل 27 ألف أجنبي هذا العام

علاء جمعة

&&كشفت الشرطة الألمانية أن مضايقات جنسية طالت مشاركات في مهرجان موسيقي في مدينة دارمشتاد في غرب البلاد في عطلة نهاية الأسبوع فيما ألقت الشرطة القبض على ثلاثة رجال من أصول باكستانية. وأكد متحدث باسم الشرطة أمس الأربعاء إن الادعاء العام الألماني يحقق في شكاوى 26 امرأة بتعرضهن لمضايقات جنسية خلال المهرجان. ونقلت صحيفة تاغس شبيغل الألمانية قول متحدث الشرطة حيث قال بأن هناك شكاوى من نساء تتعلق بقدوم مجموعات صغيرة من الرجال أحاطت بهن ولامستهن بطريقة غير لائقة» مضيفا أن الأمر الآن في يد المحققين.

وأطلقت الواقعة أجراس الإنذار من جديد بعد اعتداءات جنسية جماعية على نساء ليلة رأس السنة الميلادية في كولونيا والتي أثارت رد فعل عنيف تجاه سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين التي تنتهجها المستشارة أنغيلا ميركل، حيث قال مئات النساء إنهن تعرضن للملامسة والاعتداء والسرقة خارج محطة قطار كولونيا فيما قالت الشرطة إن المشتبه بهم معظمهم من شمال أفريقيا ويبدو أنهم عرب.

وفي دارمشتات تحدث الضحايا عن سيناريو مماثل وفقا لصحيفة تاغس شبيغل الألمانية، حيث قلن انهن وجدن انفسهن وسط مجموعة من الرجال الذين قاموا بالتحرش بهن جنسيا. واوضحت الشرطة انها تحقق الان لمعرفة ما إذا كان المعتدون فكروا ايضا في السرقة.

ولم تعط الشرطة أي معلومات أخرى غير سن وجنسية المشتبه بهم. واكد المتحدث باسمها ان أشخاصا آخرين ضالعون على ما يبدو في هذه الحوادث. ونقل بيان الشرطة عن النساء قولهن ان الرجال الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات «يتحدرون من جنوب آسيا». وقال ناطق باسم الشرطة «يمكن أن يزيد العدد بين لحظة وأخرى».

وبحسب وسائل الإعلام المحلية فان نحو 400 الف شخص شاركوا في هذا المهرجان الموسيقي الذي نظم من 26 إلى 29 ايار/مايو الحالي.

وبعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، وأدت حادثة التحرش وقتها إلى تقوية أحزاب اليمين وقوت هذه الإعتداءات جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. حيث تعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

من جهته توقع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ترحيل نحو 27 ألف أجنبي ملزم بمغادرة البلاد خلال هذا العام. وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس الأربعاء استنادا إلى تقرير من المقرر عرضه على مجلس الوزراء الألماني في وقت لاحق اليوم أن عدد الأجانب الذين تم ترحيلهم العام الماضي من ألمانيا بلغ 22369 أجنبيا.

وبلغ عدد الأجانب الملزمين بمغادرة ألمانيا في نهاية آذار/مارس الماضي 219241 أجنبيا.

وتتوقع وزارة الداخلية ارتفاع عدد حالات المغادرة الطوعية من ألمانيا من 37200 حالة العام الماضي إلى 61 ألف حالة خلال هذا العام.

وعزا دي ميزير في التقرير سبب بطء تنفيذ قرارات الترحيل إلى «غياب الإرادة السياسية في تطبيق قانون الإقامة»، و«نقص القوة العاملة في الهيئات المعنية بشؤون الأجانب»، و«نقص التعاون من جانب الملزمين بمغادرة البلاد»، وسوء تعاون دول المنشأ في إصدار وثائق ثبوتية بديلة للمرحلين. كما انتقد الوزير الألماني «طول المهلات الزمنية في تنظيم وتطبيق إجراءات الترحيل، ما يؤدي إلى تسهيل اختفاء الملزمين بمغادرة البلاد».

وذكر أنه «لن يكون من الممكن زيادة عدد حالات المغادرة بصورة كبيرة إلا عند إزالة القصور في تطبيق الإجراءات على الأشخاص الذي ليس لديهم حق في الإقامة».

وفي سياق متصل عبر الزعيم الروحي للتبت الحائز على جائزة نوبل للسلام، الدالاي لاما، عن رأيه في أزمة اللجوء في أوروبا وذلك حوار مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الصادرة أمس الأربعاء حيث قال «إن الإنسان الذي يتمتع بحالة أفضل بعض الشيء تقع على عاتقه مسؤولية مساعدة اللاجئين، ومن ناحية أخرى فإنهم (اللاجئون) كثيرون للغاية حاليا». وتابع قائلا في المنفى الذي يعيش به في مدينة دارامسالا شمالي الهند: «إن أوروبا وعلى سبيل المثال ألمانيا، لا يمكن أن تصبح دولة عربية. فإن ألمانيا هي ألمانيا»، وأشار إلى أن الكثير من اللاجئين وصلوا إلى ألمانيا حاليا لدرجة أن الوضع أصبح صعبا من الناحية العملية. وأضاف الدالاي لاما 80/ عاما/ قائلا: «أرى من الناحية الأخلاقية أيضا أنه يجب ألا يتم استقبال اللاجئين سوى لفترة مؤقتة».

وقال: «يجب أن يكون الهدف هو أن يعودوا ويساعدوا في إعادة بناء بلدانهم». وردا على سؤال عن تزايد الأجواء المعادية للإسلام في أوروبا حذر الزعيم الروحي البوذي من وضع جميع المسلمين في قالب واحد، وأوضح أن بعض الأفراد المسلمين ومجموعات صغيرة فحسب هي التي تقتل بعضها البعض في بلدانها. وأكد الدالاي لاما قائلا: «إن الحب يمثل الرسالة الأساسية في كل الديانات، وكذلك في الإسلام. وهناك أشخاص أشرار بين البوذيين أيضا والمسيحيين واليهود والهندوس. ويتعين علينا عدم إدانة العالم الإسلامي بأسره فقط بسبب بعض الأحداث المحزنة التي تصدر من عدد محدود من المسلمين».

&