&مشاري الذايدي&&
«أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جدا».
لعل هذه العبارة التي صرح بها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، في زيارته لأميركا حاليا، هي «مفتاح» السر في معنى العلاقات بين السعودية وأميركا.
علاقة تأسست منذ انطلاقة أميركا ما بعد الحرب العالمية الثانية، على يد الرئيسين روزفلت ثم ترومان، مع المؤسس الملك عبد العزيز، رغم الخلاف الذي كان حينها بين الطرفين، خاصة تجاه القضية الفلسطينية - سنتحدث عنه لاحقا في استكمال سلسلة (التأسيس السعودي).
علاقة مبنية على أسس راسخة، ومصالح عميقة، ورؤية متشابكة التفسير والتحليل والنتائج، مع بقاء التباين الثقافي في النظام السياسي طبعا، والتقاليد، وأيضا اختلاف المقاربات حول بعض الملفات.
غير أنه مع ذلك كله، كانت كفة المصالح، ومساحات التلاقي، دوما هي الراجحة في ميزان العلاقات السعودية الأميركية، حتى مع لحظة كاللحظة الأميركية الحالية.
هناك، رغم كل المقاربات السلبية في بعض الميديا الأميركية ضد السعودية، لأسباب مختلفة، فيها الجديد وفيها القديم، ليس هنا موضع الحديث عنها، رغم ذلك كله، يبقى أنه لا غنى لأميركا عن السعودية في محاربة الإرهاب وتكريس الاستقرار في الإقليم، والتعاون في مجالات الطاقة، كما أنه، وهذا بديهي، لا غنى للسعودية عن أميركا.
هذا ما جدد التأكيد عليه الأمير محمد بن سلمان، من واشنطن، حين أشار إلى أن حلفاء أميركا، وفي مقدمهم السعودية: «لديهم دور مهم جدا لمجابهة هذه المخاطر التي قد تؤثر على العالم بشكل عام، ونحن نعمل بجد لمجابهة هذه المشاكل».
وبعد اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أكد الأمير محمد بن سلمان أن الرياض تعمل مع حلفائها، لا سيما واشنطن على مواجهة الأخطار.
هناك سعي لتجسير الفجوات وتقريب المسافات حول ملفات: سوريا وإيران واليمن وليبيا، فعمل سعودي أميركي مشترك، بهذه القضايا، هو أمر مفيد للطرفين، ومفيد للسلم العالمي كله.
الأمر لم يقتصر على السياسة، ففي الاقتصاد اجتمع محمد بن سلمان مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي ضم جيف زينست مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأميركي، ووزير الخزانة جاك لو، ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، ووزير الطاقة إيرنست مونيز.
برنامج الزيارة شمل وادي السيلكون، وعقد الشراكات الاستثمارية بما يتناسب مع الرؤية الوطنية 2030. العلاقة مع أميركا «الدولة والمؤسسات» من ثوابت التأسيس السعودي، وهو ما تكمله الآن زيارة الأمير محمد بن سلمان. وهو استكمال لحديثنا الرمضاني عن «التأسيس السعودي» من زاوية حديثة.
&
&
&
التعليقات