&خالد أحمد الطراح
&لم تكن مشاركة الاخ العزيز سمو الامير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق والسفير الأسبق لدى لندن وواشنطن، في مؤتمر المعارضة الايرانية الاخير في باريس، مفاجئة، فمن المعروف عن الامير تركي متابعته الدقيقة للملف الايراني قبل الثورة الايرانية وبعدها.
مشاركة الامير تركي برأيه، وهو رأي لا يختلف عن الموقف السعودي من ناحية المضمون وسبق له ان ابداه في منتدى دافوس بحضور وزير الخارجية الايراني حين قال: «اسمع كلامك يعجبني لكن ارى افعالك استغرب»! وهو وصف واقعي لمجمل المواقف الدبلوماسية لإيران.
ايران تركت ما قالته المعارضة الايرانية والمنفيون في الخارج، وركزت جل اهتمامها على ما قاله الامير تركي وصراحته خلال اعمال مؤتمر باريس حيث «اتهمت السعودية بدعم الارهاب» وفقا لما نشرته وكالة رويترز.
الامير تركي كان صريحا في حديثه حول النظام الايراني، وكان حديثا مدعوما بالبراهين والدلائل، خصوصا في اشارته الى «دعم الخميني لمحاولة اغتيال الأمير الشيخ جابر الاحمد».
حديث الامير تركي حصد اهتماماً عالمياً، سواء على المستويين الاعلامي او السياسي، وربما هذا بحد ذاته سبب انزعاجا وصدمة لطهران باتساع وانتشار كلمة الامير تركي في وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدرها الصحافة الدولية العربية والاجنبية، فقد حظت الكلمة بترحيب من جهة ذوي الخبرة والاختصاص في الشؤون الايرانية وبتحليل ايضا من قبل وسائل الاعلام وما حملته كلمة الامير تركي من رسائل ومضامين.
شبكة سي ان ان الاخبارية تساءلت في 10 يوليو الجاري «هل بدأ ربيع ايران؟»، فيما ارتأت وسائل اعلامية اخرى مشاركة الامير بمنزلة الصدمة الايرانية، فطهران نشطت في الفترة الاخيرة، خصوصا بعد الاتفاق النووي في الهجوم على الرياض بكل الطرق والاساليب، لكن يبدو ان حسابات طهران حتى بعد منتدى دافوس لم تكن من بينها مشاركة الامير تركي الفيصل في مؤتمر المجلس الوطني للمعارضة الايرانية في باريس وهو ما تسبب لها في الصدمة.
في تقديري، الانتشار الواسع الذي حظيت به كلمة الامير تركي ما كان ان يحدث لو كانت طهران لديها ما ترد عليه سوى توجيه الاتهامات للرياض!
في السياق نفسه، حاولت بعض وسائل الاعلام الموالية لطهران ترديد مزاعم واتهامات ايران للسعودية، لكنها لم تتمكن من الرد على ما جاء في كلمة تاريخية صريحة وذات معانٍ دقيقة، ورسالة موضوعية للأمير تركي، خصوصا حين قال: «ان نظام الفقيه منح نفسه صلاحيات مطلقة وقام بعزل ايران وان الشعب الايراني اول ضحاياه».
من المستغرب جداً ان موقفا كهذا لا يحظى باهتمام من دول التعاون الخليجي، فمن الواضح ان هناك دولا تراهن على مجاملة مفرطة مع ايران، وهي ترجمة غير واقعية للموقف الخليجي مع الشقيقة السعودية.
&
التعليقات