&تركي الدخيل


نبرة النقد للأعمال الإرهابية في وسائل التواصل بعد حادث نيس زادت. إدانات من شتى الانتماءات والتيارات. هنا نتحدث عن إدانة الإرهاب وهذا أمر بدهي، إما إدانته أو الوقوف معه، ومن ليس ضد الإرهاب فهو معه، لكن برغم التفوّق في مستوى الإدانات تلك لم نر مثيلا لها في نقد التطرف، ذلك أن النقد للأفكار المتطرفة أهم من نقد الإرهاب نفسه.

الإرهاب موضوع أمني، لأنه نتاج التطرف وهو تطبيق له، الأفكار تسكن الجمجمة، والعقل أولى بالنقد من العمل الإرهابي الذي يحدث ويكون تحصيل حاصل لتطرف لم يقمع ولم يواجه كما يجب. إن الهجوم المستمر والمتواصل على الأفكار المتطرفة، في شتى الوسائل والمنابر يعتبر الفعل المدني الأبرز إذا ما أرادت المجتمعات أن تحصّن نفسها من الإرهاب، ولا يمكن لمجتمع يداهن التطرف أن ينجو من نار الإرهاب، ولهيب العنف، والمجازر الدموية.
ليست شجاعةً أن ننتقد الإرهاب بينما نتعاطف مع التطرف، لأننا هنا نقوم بأعمالٍ لغوية وليست فكرية إجرائية تحاصر المنابع والمصادر المغذية والمؤوية.

دخول التيارات المتعددة بإدانة حادث نيس ليته يكون بنفس الحماسة بنقد الفكر المتطرف الذي ينتج ويؤسس لهذه الأعمال، وللقارئ أن يسأل لماذا يسهل على بعض أولئك نقد الإرهاب، بينما يشعرون بالإرهاق وعدم التوازن إذا جيء بموضوع الأفكار المتطرفة، والآراء الاستئصالية؟! هل يمكنهم محاربة الإرهاب وهم يشجّعون التطرف؟!