هاني وفا
الاجتماع الذي عقد على هامش اجتماع اتحاد دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، بين وزيريْ خارجية الولايات المتحدة، وروسيا بشأن الوضع في سورية ، والذي أمِل كيري بعده في إعلان تفاصيل خطة أميركية للتعاون العسكري الوثيق مع روسيا في شأن سورية، عبر تبادل المعلومات بين الطرفين، وهو مطلب روسي كانت ترفضه الولايات المتحدة طوال الأشهر الأخيرة منذ بدء الاعمال العسكرية الروسية المباشرة، يعطي انطباعا بأن هناك تحركاً ما بين قطبي الأزمة في سورية لا نعلم الى أين سيؤدي في نهاية الامر.
جاء ذلك في الوقت الذي اعلن فيه المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سورية ستافان دو ميستورا عن عقد جولة مفاوضات جديدة لمباحثات السلام السورية نهاية أغسطس المقبل.
إذاً هناك حراك دولي وللقوى المؤثرة في الازمة السورية من أجل التوصل الى حل سياسي دون التطرق للتفاصيل التي من الممكن الاعلان عنها في وقت لاحق، والتي من المفترض ان تكون مبنية على القرار (2254) الذي ينص على بدء محادثات السلام بسورية في يناير2016 (اي قبل حوالي سبعة الأشهر)، وبينما أكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد دعا لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.
وتضمن القرار عددا من البنود، فقد اعتمد بيان جنيف، ودعم بيانات فيينا الخاصة بسورية، باعتبارها الأرضية الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي بهدف إنهاء النزاع في سورية، وشدد على أن الشعب السوري هو من سيحدد مستقبل سورية.
كل ذلك يأتي في السياق الطبيعي للوصول الى حل للازمة السورية، ولكن هل تكون تلك التحركات جادة بما فيه الكفاية، وان تصل الى حل ينهي معاناة الشعب السوري رغم كل المآسي التي مر بها من سقوط حوالي الـ 300 الف قتيل، وحوالي 12 مليون لاجئ داخل وخارج سورية ؟
لا نستطيع أن نعطى التفاؤل حقه في ممارسة وضعه الطبيعي تجاه تلك التحركات، فخلال خمس السنوات الماضية لم تكن التحركات الدولية وتتبعها الأممية قادرة على إحداث اي خروقات ملحوظة باتجاه ايجاد حل توافقي يضع الأزمة على طريق الحل وفي الاتجاه الصحيح، كون الارادة الدولية شبه معدومة وتقاطعات المصالح متشابكة الى درجة التعقيد.
لا نريد أن نضفي مزيدا من التشاؤم ولكن علينا أن نحكّم المنطق في سير الاحداث، فلو كانت هناك بوادر ونوايا لحل الازمة السورية فلماذ الانتظار كل هذا الوقت، وسقوط كل اولئك الضحايا حتى يتم الوصول اليه؟!
الأزمة السورية واضحة تماما للجميع.. شعب يريد أن يعيش بعزة وكرامة، ونظام وحشي يتشبث بكرسي الحكم مهما كان الثمن، وإرادة دولية ناقصة.. هذا يعني استمرار الأزمة دون الوصول الى الحل الأمثل، ورحيل نظام بشار الأسد وبقاء الشعب.
التعليقات