&صلاح الجودر&&

المضحك المبكي في هذا الزمان أن تجد من يؤلف القصة ثم يصدقها، بل وقد يأتي بالبراهين الكاذبة للتدليل عليها، وهو سائد هذه الأيام في الفضاء المفتوح، فكل يوم نشهد تدشين قناة فضائية أو موقع إلكتروني قائم على الكذب والدجل وفبركة الأخبار لإيهام الناس بأن هذه هو الواقع، بل والأغرب من هذا وذاك هي التحقيقات والقصص والحكايات التي لا يصدقها مجنون أو ناقص عقل أو طفل صغير، فكيف بمثقفي الأمة وروادها!!.

قبل أيام قليلة خرج علينا موقع أخباري إلكتروني جديد ليعرض تحقيقًا مكذوبًا عن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وقد التحف في صورة مفبركة بسواد تنظيم الدولة (داعش) وليعلن انضمامه إلى الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية في مسرحية أقرب إلى السماجة، هذا الموقع عرف عن نفسه على صفحته الإلكترونية بأنه موقع إخباري تحليلي ثقافي سوري باسم (المحاور)، وقد نسى هذا الموقع وتناسى بأن شعوب المنطقة العربية اليوم هي أكثر وعيًا وإدراكًا لتلك المواقع المستأجرة لنشرة الفتنة بالمنطقة لتغير هويتها.&

لقد حبك التحقيق، وزورت القصة، وأعيد ترتيب فصولها لتنسجم مع واقع الحال التي تعيشها الأمة العربية منذ ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وتنظيماته الإجرامية في العراق وسوريا ولبنان، ثم دعمتها بالصور المفبركة لبعض الدواعش الذي قتلوا في الصراعات الدموية في سوريا والعراق، وذلك في محاولة للاستخفاف بالعقلية العربية، عسى أن يتقبلها ويتقبل ما بعدها من الأكاذيب والأراجيف، ولكن الحقيقة أن تلك القصة قد سقطت مع ظهورها الأول على صفحة الإنترنت، ولم يبالِ لها أحد، فقد تم في تلك القصة اجترار المحاولة الانقلابية في البحرين عام 2011م، والتعرض للعلاقات الدولية مع الولايات المتحدة، وإقحام بعض الدول العربية التي وقفت مع البحرين مثل المملكة العربية السعودية، والتعرض لمكونات المجتمع البحريني -سنة وشيعة- في محاولة إلى تهيجهم على بعض، وغيرها من السموم والأدواء التي حشرت في الموضوع لإذكار نار الفتنة الطائفية!!.&

فالتحقيق الإلكتروني بموقع المحاور في مجمله لا ينسجم مع واقع الحال، فسمو الشيخ ناصر منذ نعومة أظفاره وهو مولع بالرياضة والفروسية والسباحة، وتلك الاهتمامات قادته إلى رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية، ولحبه للأيتام واهتمامه بهم ترأس المؤسسة الخيرية الملكية، وهو أحد أركان الدولة وشبابها الواعد، لذا لم ينطلِ هذا التحقيق على أحد، بل كان محل سخرية وازدراء.

&&

لقد جاء ذلك الموقع الإخباري (المحاور) ليفبرك القصص ويؤلف الروايات للنيل من البحرين وشعبها، ولكنه جاء في التوقيت الخطأ بعد أن سقطت فيه أقنعة الكثير من الفضائيات والمواقع الإلكترونية، فقد سبقته قناة العالم والمنار وإذاعة النور وغيرها من القنوات المدعومة من قبل النظام الإيراني، فلم يعد المتابع العربي يعبئ بتلك الفضائيات والمواقع الإلكترونية، فقد انكشف تآمرهم مع النظام الإيراني.&

&

فتلك المواقع والفضائيات جاءت لتؤجج الساحة ولتشعل نار الفتنة الطائفية بين مكونات الأمة العربية، فقد استغلت المساحة الكبيرة في الفضاء لتقلب الحقائق وتزور والوقائع، ولتصور المجتمع البحريني على أنه راعٍ للإرهاب، فقد قام موقع المحاور بمحاولة تضليل الرأي العام أسوة بالقنوات الإيرانية التي استهدفت البحرين، من هنا فإن تلك المواقع والفضائيات لن تمس أمن واستقرار الوطن، وسيكشفها المواطن العربي الذي استوعب المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة، وما تلك القنوات والفضائيات إلا أداة لتمهيد المنطقة لمشروع تغير الهوية، وهو مشروع إيراني توسعي يعرف بتصدير الثورة، ولكن هيهات أن يعبر من فوق مياه البحرين للدول العربية، فمثلما تم إفشاله في عام 2011م فإنه سيفشل في كل مرة لوعي وإدراك الجميع!!.