&مسعود الحناوي

تتعامل الدبلوماسية المصرية بتعقل شديد وحرفية عالية وصبر جميل مع الموقف التركى المضطرب .. فالقادة الأتراك أدركوا مؤخرا أنه ليس باستطاعتهم الاستغناء عن الدولة المصرية ودورها المحورى فى المنطقة .. والتصريحات الناعمة تتوالى على لسان رئيس وزرائهم على يلدريم الذى طالب بضرورة تحسين العلاقات التركية المصرية وأشاد فى أكثر من مناسبة بالمصريين مؤكدا أن الشعبين التركى والمصرى شقيقان ,ومشيرا الى القيم المشتركة على صعيد المعتقد والثقافة والمنطقة وبأن العلاقات بيننا لا يمكن أن تستمر على وضعها الحالى, ومعترفا بأنه يجب على بلاده أن تقلل من أعدائها فى المنطقة !!ولا شك أننا فى مصر نرحب بهذه التصريحات الايجابية من رئيس الوزراء التركى والتى صاحبها أيضا اجراءات عملية على أرض الواقع ممثلةفى اعلان استئناف الرحلات الجوية التركية الى مصر .

غير ان هذه التصريحات والاجراءات لابد أن يصاحبها موقف واضح وشجاع من جميع القادة الأتراك وفى مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان الذى لايزال متحفظا ومتألما تجاه تطور الأوضاع السياسية فى مصر حتى أصبح هناك قناعة لدى قطاع كبير من المصريين بأنه يحقد ويكره كل تقدم يحدث فى بلادنا بل ويشارك فى مؤامرات خبيثة تحاك لنا فى الظلام!!احترم وأثمن موقف السيد على يلدريم , ولكنى اختلف معه عندما قال فى مقابلة مشتركة مع محطات خبر تورك وشوتى فى وبلومبيرج التليفزيونية المحلية «ان موقفنا حيال مصر واضح للغاية» .. فموقفكم ياسيدى فى أنقرة لا يزال يكتنفه كثير من الغموض بل ويصل أحيانا الى حد التناقض .. نعم قد يكون موقفك الشخصى - وأنت فى موقع مرموق على رأس الوزارة - أكثر صراحة وتحديدا واحتراما , ولكن موقف الرئيس أردوغان ليس كذلك أو على الأقل ليس معلنا وواضحا بالصورة المطلوبة .. وعليك وعلى الرئيس أردوغان وكافة القادة الأتراك احترام اختيارات وارادة المصريين .. كما تحترم القاهرة ارادة واختيارات الأشقاء فى تركيا .. حتى وان كانت على غير هوى أنظمة وقيادات دول أخرى !!