عصام أمان الله بخاري

يقول المثل الكوري: "حتى الورقة تصبح أخف إذا حملها اثنان". ما طبيعة العلاقة بين طهران وبيونغ يانغ في تطوير القنابل النووية؟. مقالة اليوم تسلط الضوء على التعاون الإيراني الكوري الشمالي في البرامج النووية العسكرية وكيف يجب أن نتعامل مع هذه التحديات.

بداية تجدر الإشارة إلى أن العلاقات علنية بين البلدين في المجالات العلمية والتقنية والثقافية ويكفيك تعيين محمد نامي، خريج الدكتوراه من جامعة كيم إل سونغ الكورية الشمالية، وزيراً للمعلومات وتقنيات الاتصالات في إيران عام 2013م وهو الشخص الذي سبق له أن تقلد منصب وكيل وزارة الدفاع الإيرانية.

إذن، ماذا عن التعاون في تطوير الأسلحة النووية؟ يذكر تقرير منشور في مجلة التايمز (2003/7/3م) وتقرير بصحيفة التليجراف (2007/1/26) بأن علاقات مبيعات الأسلحة بين طهران وبيونغ يانغ التي بدأت منذ الثمانينات إبان الحرب العراقية الإيرانية تطورت إلى تعاون في تطوير وتبادل التقنيات العسكرية النووية وتقدم كوريا الشمالية مساعدات لإيران في التجارب النووية. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ (2010/1/31) تقريراً عن اعتراض شحنة أسلحة متجهة من كوريا الشمالية إلى إيران في ميناء تايلندي حيث تم ضبط أسلحة قاذفات صواريخ ومكونات صواريخ أرض-جو في انتهاك لحظر مبيعات الأسلحة المفروض على كوريا الشمالية.

وناقش تقرير منشور بمجلة نيوزويك النسخة اليابانية بتاريخ (2013/3/5) العلاقات التي ازدادت عمقاً بين إيران وكوريا الشمالية عبر التجارب النووية ومشاركات متكررة من علماء إيرانيين مسؤولين عن تطوير رؤوس حربية نووية يمكن تحميلها على الصواريخ البالستية في هذه التجارب ومنها زيارة محسن فخري زادة المسؤول عن الترسانة العسكرية النووية لكوريا الشمالية في 12/4/2013م لحضور التجربة النووية الثالثة ولا أستبعد الحضور الإيراني في التجربة النووية الكورية الأخيرة. وتجدر الإشارة لقيام طهران بتزويد بيونغ يانغ بسيولة مالية تقدر بملايين الدولارات بالعملة الصينية نظير التعاون في نقل التقنيات النووية الكورية الشمالية لإيران.

ونشرت النسخة العربية لموقع رويترز بتاريخ (28/5/2015م) تصريحاً لشاهين جوبادي المتحدث باسم مجلس المقاومة الوطني الإيراني بأن خبراء من كوريا الشمالية في الرؤوس النووية والصواريخ البالستية وأنظمة التوجيه زاروا قاعدة عسكرية شرق طهران في أبريل لعام 2015م وأن هذه الوفود الكورية زارت إيران عدة مرات خلال العام نفسه.

ويبقى السؤال الأهم: كيف يجب أن نتعامل مع هذه الشراكة النووية؟ أقترح ما يلي:

مضاعفة الجهد الدبلوماسي السعودي عالمياً وخاصة في أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية التي تعتبر أكثر الدول التي تقع تحت تهديد صواريخ كوريا الشمالية المحملة بالرؤوس النووية لتعزيز التعاون معها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستخباراتياً.

فتح قنوات التواصل مع كوريا الشمالية حتى لو لم نستطع التأثير الآن فسيفيدنا أن يكون لنا قناة اتصال مباشرة على المدى المتوسط والبعيد.

تكثيف الجهود الإعلامية والبحثية حول عدم التزام إيران ببنود اتفاقها النووي مع مجموعة الست من خلال تعاونها في البرامج النووية العسكرية مع كوريا الشمالية.

تهيئة الرأي العالمي من الآن بأنه في حال نقضت طهران المواثيق وأقدمت على حيازة السلاح النووي فسيكون للمملكة العربية السعودية كامل الحق في امتلاك برنامجها النووي الرادع للدفاع عن أراضيها وشعبها ومقدساتها.

وكما يقول المثل الفارسي: "رويداً رويداً يتحول الصوف إلى سجادة"، فرويداً رويداً يقترب نظام طهران من امتلاك القنبلة النووية. ولكن بعون الله ونصره ستظل بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز سداً منيعاً ودرعاً حصيناً للأمتين العربية والإسلامية ضد كل عدو يتربص بنا الدوائر. وتذكروا جيداً أن الصقر القوي يخفي مخالبه!.