محمد الحمادي

تمر اليوم الذكرى السادسة والثمانون لتأسيس المملكة العربية السعودية، وهذا العام بالنسبة للمملكة ليس عادياً ولا يشبه كثيراً أعوامها السابقة من ناحية التحديات التي تواجهها المملكة والهجوم الشرس الذي تديره أطراف مختلفة ضد المملكة لتشويه صورتها والتقليل من دورها الإسلامي والإقليمي والعالمي، إلا أن المملكة بفضل سياستها الواضحة وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نجحت في تجاوز كثير من تلك التحديات وبعضها لا يزال باقياً ببقاء الدور الإيراني ودور بعض الدول والجهات الغربية غير المحايدة، بل والمتربصة بالمملكة.

ونذكر من نسي أن المملكة تقوم بدورها الإسلامي والقومي والأخلاقي اليوم في المنطقة، وتقف في وجه التدخلات الإيرانية، وهي الآن تقود تحالفاً عربياً قوياً لإعادة الشرعية لليمن، وإيقاف الانقلابيين عند حدهم، كما أنها تقود تحالفاً إسلامياً من سبع عشرة دولة ضد الإرهاب، بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية التي تستغل الإسلام وتشوه صورته وتقتل وتحرق باسمه، وهي تخصص جزءاً من وقتها وميزانيتها لمساعدة شقيقاتها مصر واليمن والبحرين.

المملكة وقفت إلى جانب الأشقاء العرب والمسلمين في جميع الأوقات وفي الشدائد، وفي وقت الرخاء، وعلى مر تاريخها كانت لها الأيادي البيضاء في حل كثير من الخلافات، ووضع حد للأزمات بين الأشقاء، واليوم والمملكة تحتفل بيومها الوطني السادس والثمانين، يجب أن يدرك العرب أن هذا البلد تحمل مسؤوليات كبيرة، وهو في الوقت الذي يقوم فيه بهذا الدور، فإنه بحاجة إلى وقوف أشقائه العرب إلى جانبه.

حفظ الله مملكة الحزم وشعبها وملكها، وكم هو جميل أن يقف السعوديون صفاً واحداً في هذه المرحلة، لذا ليس مهماً كيف ومتى وأين يتم الاحتفال باليوم الوطني، فالأهم هو الاعتزاز والافتخار بهذا اليوم وبعلم الوطن، فليكن الاحتفال والاعتزاز بتاريخ وطن ومسيرة شعب، وليكن التكاتف في وجه أعداء الوطن والأمة.

والإماراتيون يحتفلون مع أشقائهم السعوديين ويرددون بصوت واحد، عزكم عزنا وفخركم فخرنا.