ودع المصريون العام 2016 بجردة حساب للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الحساب الذي شغل قطاعا واسعا من المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الالكترونية على الانترنت، وذلك على الرغم من أن وسائل الإعلام التقليدية في مصر من صحف وقنوات تلفزيون واصلت عمليات الترويج للنظام ومحاولات تحسين صورته أمام الرأي العام.

ودشن نشطاء على شبكة «تويتر» الوسم (#حصاد_السيسي2016) الذي دعوا فيه المصريين إلى الكتابة عن انجازات السيسي وأفعاله في 2016 وكيف يقيمونها، في الوقت الذي طغى الانتقاد على أغلب المغردين والمدونين، على الرغم من أن هذه الانتقادات تغيب بشكل شبه كامل عن وسائل الإعلام التقليدية المعهودة في مصر.
وتفاوتت اهتمامات الناس بحصيلة ما أنجز السيسي وما فعل في العام 2016، إلا أن الهاشتاغ (#حصاد_السيسي 2016) تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في مصر على «تويتر» في الأيام الأخيرة من العام، وجذب أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء الذين راق لهم الجدل عن السيسي في نهاية العام.
وكتبت ناشطة مصرية على «تويتر»، حسب ما رصدت «القدس العربي» تقول: «#حصاد_السيسي2016: مزيد من الاعتقال، التصفيات، والمطاردات، وتكميم الافواه، والخيانة للوطن والعسكرية وللعرب، والانبطاح لليهود واعداء الإسلام والغرب».
وأضافت: «يسألون عن حصاد السيسي في 2016، أجبت بأنه عام أسوأ من ذي قبل، ازداد هو طغيانا وفجورا، وازداد الشعب صمتا وخنوعا وقهرا، وازدادت حاشيته غنى، وازداد الشعب جوعا».
وكتب ناشط يُطلق على نفسه اسم (هشام آخر حاجة) إن حصاد السيسي في العام 2016 هو «اعدام شباب، اختفاء قسري، غلق مصنع، حرق شوارع، سرقة اموال، خراب اقتصادي، بيع وطن، خراب زراعي.. ولسه».
وكتب ناشط آخر معقباً على طلب السيسي من الشعب المصري أن يمهلوه ستة أشهر بالقول: «السيسي الذي أمهل مرسي أسبوعاً لإصلاح الوضع، دلوقتي بيطالب الشعب بأنه يصبر 6 شهور.. كفاية صبر يا بلحة انت بتموتنا بالبطئ».
وكتب أحمد السيد عن السيسي: «جاب الهم والضغط والسكر والنكد واليأس والفقر والغلا والفساد وحاجات تانيه كتييير للناس» فيما كتبت سيدة تُدعى أم خديجة عن حصاد السيسي للعام 2016: « لم نحصد سوى حمايته للصهاينة، وتهجير أهالي سيناء وحرق بيوتهم وقتل أطفالهم ونسائهم».
وكتب ابراهيم المرزوقي: «مزيد من الغلاء والقتل والدمار والديون والسجون والفشل.. حصاد السيسي2016». فيما كتبت إحدى السيدات: «لم نحصد سوى القتل والخراب والاعتقال والاختفاء القسري، لم نحصد سوى مساندته للطغاة في سوريا واليمن والعراق». وغردت إحدى الناشطات على «تويتر»: «عجز الموازنة المصرية 30 مليار دولار، تساوي 600 مليار جنيه!.. حجم الفساد اللي قال عليه المستشار جنينه كااام؟! 600 مليار جنيه!! .. إذن حصاد السيسي 2016 فساد وعجز». أما ناشطة أخرى فغردت على «تويتر»: «واحد خان الامانة وقتل وسجن الشباب، وكمم الافواه، وحبس العلماء، ويتم أطفال، هيكون حصاده ايه غير مر وفقر وكرب».
وكتب أحد النشطاء: «حصاد السيسي2016 حصاد مر: قتل فيه الولد، وباع البلد، ودمر الاقتصاد، وأرهق البلاد، رفع الأسعار، وحل بالبلد الدمار». فيما قال آخر: «السيسي زرع الكراهية والجوع والفقر والظلم، وجنى دعوات الثكالى والمظلومين، يكفينا ياسيسي يقينا بأن الظلم زائل وربنا سيقتص».
وقال الناشط أبوسويلم على «تويتر»: «أعتقد انه نجح في شيء ما وأظنه حقيقي. أن العام 2016 شهد أكبر نسبة سفر أو هجرة خارج مصر بالمقارنه بكل الأعوام الباقية». وقال آخر: «مشاريع فنكوش دمر بها الاقتصاد المتهالك وضيع ماتبقى من الاحتياطي النقدي، تعويم الجنيه، وأغرق مصر في بحر من الغلاء، إضافة الى تخريب علاقاتتا بدول الخليج».
وكان السيسي قد استبق حلول ذكرى 25 يناير بخطاب طلب فيه من المصريين أن يمهلوه ستة أشهر وسيجدون الأمور أفضل، على حد تعبيره، كما طالب حكومته عشية دخول العام الجديد 2017 بمزيد من الجهد لضبط الأسعار، مضيفا: «أقول للحكومة وللمواطنين ولرجال الأعمال وللمستثمرين: من فضلكم.. قِفوا بجانب بلدكم مصر ستة شهور بس.. وستجدون الأمور أفضل من هذا بكثير».
وبينما أشاد السيسي في كلمته بجهود هيئة الرقابة الإدارية في مجال مكافحة الفساد، قال: «والله العظيم.. أنا مستعد أتحاسب» مشددا على أنه «كله يتحاسب.. أي حد يغلط يتحاسب.. ما فيش حد كبير على ده من أول رئيس الجمهورية لغاية أي حد».
وعلل ذلك بقوله: «لأن دي مش حاجتنا.. إحنا مأمونين (مؤتمنين) عليها» وتابع: «أُّمِنَّا عليها، والشعب المصري قال: هل تحمل الأمانة دي؟ قلنا له آه».
وفي اليوم التالي لهذه الكلمة أطلق النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي حملة (#حصاد_السيسي2016) في محاولة لحسابه على العام الذي يودعه المصريون، وهو العام الذي شهد انهيار سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى، وشهد تبعاً لذلك ارتفاعاً حاداً في الأسعار وتراجعاً في القدرة الشرائية لدى الناس.