جهاد الخازن

قلت نقلاً عن الشحرورة صباح: تعلى وتتعمر يا دار محمية براجك/ والعسكر داير مندار توقف عسياجك. القارئ اللبناني عماد صالح أو سالم (لم أستطع أن أفك رموز توقيعه) عاتبني قائلاً إن واجبي كان أن أنشر الأغنية كاملة.

ليس هذا واجبي، ولكن لا أريد أن أخسر القارئ الذي أصبح أندر من الأبلق العقوق، فأضيف له: يا بلدنا زينة البلاد/ تنعاد أعيادك تنعاد/ والبيرق عالي عالي/ وتدور به الخيّالة.

يستطيع القارئ أن يعود إلى غوغل ومواقع كثيرة على الإنترنت تنشر الأغنية بأصوات مغنين ومغنيات، وأيضاً بصوت صباح.

كنا نخرج من مواسم الأعياد الغربية وكنت أتوقع تهاني ومباركة، وهذا حصل إلا أن القارئ العربي هذه الأيام غاضب لا يعجبه العجب، وقد تلقيت من القارئ سعيد حميدة اعتراضاً خلاصته أنني أتوكأ على مصادر أجنبية في مقالاتي، ولا أعتمد على دور البحث العربية التي يقول إنها كثيرة في مصر ولبنان والمغرب العربي.

أعترف بأنني أثق بدور البحث الغربية التي اعتدت أن أتوكأ عليها في المعلومات. ومعها صباح كل يوم أقرأ «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «لوس أنجليس تايمز» على الإنترنت، وأتلقى جرائد إنكليزية أنا مشترك فيها من عقود بينها «التايمز» و «الديلي تلغراف» و «الغارديان» و «الديلي ميل» و «الديلي ميرور»، وهذه الأخيرة اشتركت فيها بعد أن عارضت الحرب الأميركية على العراق (و «الأوبزرفر» يوم الأحد).

هناك من الجرائد الاقتصادية «الفاينانشال تايمز» اللندنية وعندي اشتراك فيها، و «وول ستريت جورنال» النيويوركية. أفضّل الأولى فلا أشتري الثانية، وإنما أقرأها وأنا على سفر فقد أجدها في صالات الانتظار لبعض شركات الطيران.

أكتب وأنا عائد من سفر، والأسبوع الماضي حملت الجريدتين بين لندن وجنوب فرنسا، وكانت الجريدة اللندنية موضوعية في كل ما قرأت فيها، أما الجريدة النيويوركية فكان المانشيت في صدر صفحتها الأولى يزعم: الثوار السوريون يعارضون الهدنة. هذه الجريدة ليكودية لا أثق بها، ووجدت في العدد نفسه، في صفحة مقالات الرأي أن أهم موضوع فيها كان عنوانه: الحرب على إسرائيل لا تنتهي، والكاتب هو دوغلاس فايث الذي يدل اسمه على أنه يهودي.

إسرائيل تقودها حكومة نازية جديدة تضم غالبية من مجرمي الحرب، وقلة معتدلة سياسياً. إسرائيل دولة احتلال وقتل وجريمة، وكلها مستوطنة في أرض فلسطين. ما سبق لا يعني أن جرائد لندن مثل امرأة القيصر «فوق مستوى الشبهات» فهي تخطئ معنا يوماً بعد يوم وقرأت لكاتب في «الديلي ميل» توقعاته لسنة 2017 وتشمل موت اليورو، وأراهن على أنه لن يموت هذه السنة، وأيضاً كلاماً عن «الأمير سلمان» الذي يقود المملكة العربية السعودية بقبضة من حديد، والكاتب يتوقع انقلاباً ضده.

أعتقد أن الكاتب «الموضوعي» كان يتكلم عن الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد ولي العهد. وأراهن مرة أخرى (رهان جنتلمان لا فلوس) على أن الانقلاب الذي يتمناه الكاتب لن يقع، فالسعودية لم تشهد أي انقلاب منذ تأسيسها ولن تشهد انقلاباً هذه السنة.

أعود إلى القراء، فقد كنت كتبت عن بعض أنواع أنظمة الحكم باختصار وبما يناسب الموضوع الذي تناولته بالدراسة في زاويتي هذه. ومرة أخرى اتهمت بالتقصير لأنني لم أورد أسماء جميع أنظمة الحكم. حسناً، وحسماً للجدل، أعترف بأنني قصّرت، وأزيد اليوم أن هناك 23 نوعاً من أنظمة الحكم أختار منها حكم الرجال (Andocracy) والنساء (Gynarchy) وأقول يا ليت، ورجل واحد (Autocracy) ونقول أوتوقراطية بالعربية، وعصابة حكم (Oligarchy) والأثرياء (Plutocracy)، وهذا النظام الذي يشكله الآن دونالد ترامب، والأسوأ إطلاقاً (Kakstocracy)، وحكم الشعب (Democracy) ونقول بالعربية ديموقراطية.