وليد الرمالي
على خلاف كثير من العائلات التي نزحت من جنوب مصر(الصعيد) إلى القاهرة واندمجت فيها، لا تزال عائلة عبد الهادي درويش متمسكة بأصولها الصعيدية كاملة، منذ تركها محافظة سوهاج للاستقرار في العاصمة عام 1946.
فهي لا تزال تتشبّث بالزي التقليدي لأهالي الصعيد (الجلباب) مروراً باللهجة، وصولاً إلى حفظ الفولكلور الغنائي الصعيدي وتقديمه عبر فرقة «عائلة عبدالهادي» التي تعاقبت عليها أجيال ثلاثة حتى الآن.
بالجلباب الصعيدي جاب أعضاء الفرقة دولاً عربية وغربية، مقدمين الأغاني الفولكلورية الصعيدية ومواويل كادت أن تندثر مثل «يا نخل عالي» و «أمانة يا مراكبي» مع العزف على آلات موسيقية تنتمي إلى التراث الصعيدي كالمزمار البلدي والنقرزان (من آلات الإيقاع) والأرغول (آلة هوائية أول من استخدمها قدماء المصريين)، إضافة إلى الطبول والربابة. كما تقدم الفرقة عروض التحطيب وهي الرقص بالعصا الخشبية.
يقول مديرها الحالي وحفيد مؤسس الفرقة محمود عبد الهادي: «نتمسك بالفولكلور ليس الغنائي فقط، بل بالآلات التي تصنع من خامات محلية مثل شجر المشمش والجلد الطبيعي، ومعها تجولت الفرقة في 60 دولة منذ تأسيسها منها فرنسا وتركيا وسنغافورة، لتكتسب جمهوراً من محبي الموسيقى الشعبية حول العالم، كما قدمنا عرضاً مع فرقة للجاز في فرنسا».
تعد الفرقة التي تأسست قبل 71 سنة، الأب الشرعي لكل الفرق الأخرى التي سلكت طريق الفولكلور الصعيدي ذاته. يوضح عبد الهادي في حديث إلى «الحياة»: «خرجت من رحم الفرقة فرق عدة بمسميات مختلفة، لكن تظل فرقتنا هي الأساس. ونتعاون خلال الفترة المقبلة مع مركز جذور للثقافة والفولكلور حيث سنقدم، مع فرق فولكلورية مصرية وكردية، مزيجاً ثقافياً متنوعاً».
التعليقات