إسراء حسن

 عندما دخلت #اللايدي_مادونا الساحة الفنية، كانت النجمات الاستعراضيات آنذاك قليلات. تزامن ذلك مع عصر السينما المصرية الذي كان يصدّر ممثلات لفتن الأنظار في جرأتهنّ. إلا أنّ ما قدّمته مادونا حينها كان مزيجاً من الاستعراض والصوت والجرأة البعيدة من الابتذال. إطلالتها والأزياء الغريبة إلى حدّ "الاستغراب"، إضافة إلى دلعها وابتسامتها وجمالها، أكسبها لقب "اللايدي".

وباعتراف عاصي ومنصور الرحباني، "هي نجمة استعراضية مع صوت جميل". وما نشهده اليوم من فنانات دخيلات على "الاستعراض" وظّفن جسدهنّ لخدمة الرسالة الفنية في غياب الصوت ينقلنا إلى عالم النوستالجيا الذي تجسده مادونا سواء في أغنيات "ببوسك ألف بوسة"، "خمسة منك"، "وله يا صعيدي"، "الليلة حلوة"، "حاجي تلعب عالحبلين"، "عشنا وشفنا"، وأجواء الحياة التي كانت تنثرها على خشبة المسرح.

 من دون أي مقدمات، شكّلت اللايدي مادونا حالة فنية لن تتكرر، فالعمر بالنسبة اليها مجرّد أرقام، والأهم هو الروح والجسد والقدرة الذكية على تسييرهما. تملك أرشيفاً مميّزاً من الأزياء التي تعرّف عن هويّتها وتختصرها بـ"البابيون" و"الفرو" و"الريش".

الأزياء تعيد نفسها كل 20 عاماً في كل الموضة العالمية، هي قاعدة تلفت إليها مادونا وتقول لـ"النهار": "انتعلت الجزمة العالية في وقت لم يملك أحد الجرأة على ارتداء فساتين قصيرة و"الديكولتيه" وفستان مع فتحة، فقال عنّي وقتها الناقد عبد الغني طليس: "مادونا غنّت في ساقيها".

لا مانع لديها من أن تكون قدوة للفنانات اللواتي "يطّلعن من فترة إلى أخرى على الفيديوات ويُعدن تقليد ما أرتدي"، ولكن في يقينها أنّ مادونا لن تتكرر "ومش غلط كون قدوة لغيري".

تشكر الله على نعمة الجسد وتعود بالذاكرة يوم ارتدت فستاناً مصنوعاً من قماشة "الجنفاص" في عيد الحب. ومن يتابع مادونا يلاحظ أنها صنعت لوحات استعراضية من الفساتين التي كانت ترتديها مستعينة تارة بالبرق وحبّات اللؤلؤ وكريستال شواروفسكي، فجاءت ضمن أسلوب "A La Madonna".

مرّت عليها أزياء من تيري موغلير وكريستيان لاكروا، وصولاً إلى #إيلي_صعب وكبار المصممين اللبنانيين والعالميين، وكانت تصرّ على إضافة بصمة مادونا على أي قطعة ترتديها حتى لو وصل سعرها إلى 30 أو 40 ألف دولار.

ترى مادونا انّ تركيز الفنانات اليوم لم يعد مرتبطاً بالأناقة، وتقول: "شو ما عملتي ماشي، بيطلعوا بفستان لو حقه ألف".

مادونا في الحياة والرجل

مادونا تعترف أنّ الفن أخذها إلى عالمه، ودفعت المال لأجله احتراماً منها لتعبها وتاريخها، وتقول: "أخذ مني كل حياتي، حتى أنني لم أنعم بحياة عائلية وقصّرت مع ابنتي وعائلتي على الرغم من كل الحب الذي كنتُ محوطة به".

تشبّه الفن بالرجل، فإن لم تعطه الوقت اللازم يهرب ويذهب إلى شخص آخر، وترى أن الخيانة والغدر موجودان في حياتنا، وهناك العديد من الرجال الذين دخلوا حياتها بهدف الشهرة، وتقول: "الفنان يجب ان يكون واعيا لتصرفاته".

ماذا عن الحب الذي لا عمر له، تقول وهي اليوم في العقد الخامس من العمر: "انا طفلة كبيرة حاضرة للحب والحياة، امرأة الحب والحياة، أعيش في حب. ليس هدفي الرجل في الحياة بل حب الحياة".

وصيّتها أنها "إذا رحلت عن هذه الدنيا، أريد أن أرحل عنها بكبر واحترام، ولا أكون سبباً في زعل أو أذية أحد. أنا أتعامل مع الناس بشفافية، وإن ثمة مَن هو "زعلان" مني فليسامحني. الغيرة والحقد صفتان بعيدتان عني".

نجمة استعراضية
نسألها، أين هذه النجمة الاستعراضية من الفوازير، تجيب: "ندرس موضوع الفوازير انشاء الله تنجح الفكرة ويتقدم الإنتاج المنتظر"، متمنية أن يتنبه المنتجون لها لتقدّم أجمل اللوحات. فبرنامج "Dancing with Stars" ("أم تي في") قدّم لها فرصة ذهبية بمثابة تكريم لعطاءاتها. وهي تعتبر أنها استطاعت أن تعرّف الجيل الذي نسي مَن هي مادونا بأنها لا زالت حاضرة، "فيكفيني أنّ الجيل الجديد شاهدني بعدما قصّرتُ معه بسبب عدم توافر القدرة الانتاجية للحضور على الساحة الفنية".

ماذا عن الرقص والقوة التي تمتلكينها في البرنامج، تقول: "اتّبعت حمية خاصة وواظبت على ممارسة التمارين الرياضية والرقص مدة 8 ساعات". هي تجربة تحدّت فيها الطاقة والعمر التي لا تزال تختزنها، وتقول: "أنا سيدة رشيقة، امرأة ديناميكية، نشيطة واخاف على صحتي".

حبّ الحياة بالنسبة الى مادونا يجعلها تخطّط لعطاءات كثيرة: "أحب لبنان وأحب الفن اللبناني، وأعتبر أن الظواهر الفنية اليوم لها جمهورها انطلاقاً من مقولة "الناس أجناس"، ولو لم يكن هناك من يصنع "نجوميتهنّ" لما استمرين حتى اليوم، والمحطات المرئية تستعين بهنّ من دون ان تفرّق بين الجيد والسيئ".

ترفع تمنياً على وزارة الثقافة والسياحة والإعلام والتربية، لوقف الفوضى والمستوى المتدني الذي يشوّه الصورة الفنية الثقافية الحضارية للبنان. وتعلن عن عودتها إلى عالم التواصل الاجتماعي كي يشاركها الجمهور إطلالاتها.