عبدالله عمر خياط

.. لعل معالي الدكتور عواد العواد وزير الثقافة والإعلام لم يشعر بالقلق الذي ساور صاحب المعالي وزير الإعلام الأول الشيخ جميل الحجيلان عندما وضع شريط أم كلثوم لأول مرة على شاشة التلفزيون السعودي عام 1966م أو قبلها بسنة لأن الغناء أساساً كان فيه قولان عندنا وقتذاك، فضلاً عن الغناء النسائي.

وبلا شك تطلعت المطربات السعوديات أمثال توحة شفاها الله، إلى أن يسمح لهن يوماً بالغناء على شاشة التلفزيون السعودي وبالذات بعد أن ظهرت في ليلة من ليالي عيد الفطر المبارك على شاشة التلفزيون السعودي الفنانة ابتسام لطفي للمرة الأولى والأخيرة.

وبعد أن سمعت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عن بث أغانيها سألت: من أين للتلفزيون السعودي ذلك ؟ فعلمت أن وزارة الإعلام التونسية أهدت إلى وزارة الإعلام السعودية الأشرطة الخاصة بأغانيها وقتذاك فما كان منها إلا أن كلمت أحد معارفها بأن تتسلم قيمة البث، لأن وزارة الإعلام التونسية ليس من حقها توزيع أشرطتها بالمجان.

وهذه مناسبة لأن أتمنى على شيخي معالي الأستاذ جميل الحجيلان أن يكمل كتابة مذكراته فكم نحن بحاجة لمعرفة معلومات عن المرحلة الأولى لانطلاقة الإعلام من أول وزير للإعلام ومؤسس منهجه.

وقد تداعت هذه الخواطر إلى ذهني عندما نشرت «عكاظ» خبر عودة السيدة أم كلثوم إلى شاشة القنوات السعودية بعد غياب طويل. والحقيقة أنني سررت بعودة هذا الغناء الأصيل والراقي، وتذكرت على الفور أغنيتها لأول عهدها بالغناء قبل التواشيح عندما غنت: «غني لي شوي شوي، غني لي وخد عيني، المغْنَى حياة الروح.. يسمعها العليل تشفيه».

وجاء في الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم الثلاثاء 13/‏ 1/‏ 1439هـ على الصفحة الأخيرة ما يلي: «بعد سنوات طويلة من الغياب تتجاوز ثلاثة عقود، عادت أم كلثوم إلى شاشات القنوات السعودية في ظهور هو الأول من نوعه سيكون مُستهلاً لحفلات غنائية تعود معها الأصوات النسائية الطربية إلى الإعلام السعودي، وعلى رأسهن كوكب الشرق وفيروز ونجاة الصغيرة وغيرهن من الأسماء».

وقد بدأت القناة الثقافية بث الحفلات وسط حفاوة من عشاق المغنى الطربي وجمهور السيدة على وجه التحديد، وبالذات من عاصروا ظهورها السابق على شاشة التلفزيون السعودي مطلع بداياته.لكن هذا الجمهور وهم من الذين ينامون مبكراً يتطلعون لتقديم موعد بث هذه الأغاني للساعة الحادية عشرة بدلاً من الثانية عشرة ليلاً كي لا يحرموا من الاستمتاع بها.

ولا يخفى على الجمهور أن أم كلثوم كانت تسمى «كوكب الشرق» فأضفى الشاعر اللبناني سعيد عقل على فيروز لقب «سفيرة النجوم»، وكان هناك تنافس خفي بين الفنانتين حتى أن أم كلثوم لما غنت «مضناك جفاه مرقده» لأحمد شوقي التي عارض بها الحصري القيرواني، غنت فيروز أغنية الحصري القيرواني الأصلية «يا ليل الصب متى غده».

وما دامت المملكة قد تخطت هذه العقبة فنتوقع أن تمضي قدماً لتسمح بفتح دور للسينما، وفق ضوابط شرعية بحسب ما يرى أهل العلم. وذلك بحسب ما تحدث به الشيخ عادل الكلباني فيما نشرته «عكاظ» بتاريخ 2/‏2/‏ 1439هـ والذي قال: «أن السينما قادمة»! السطر الأخير: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.