عبد الله ناصر الفوزان

كم أتمنى أن أعرف وألتقي وأتحدث مع صاحب فكرة التسوية مع حزب الله التي أوصلت عون إلى رئاسة الجمهورية لأرى عن قرب هذا النوع من القلوب التي تفيض بالطيبة وتحسن الظن حتى بالشياطين.

حين كان حزب الله يخطط لاغتيال رفيق الحريري كان نصر الله يتسلل ليلاً في الأمسيات تحت الأضواء الخافتة في زيارات سرية لمنزل الحريري ويظل الساعات يتبادل معه ومع زوجته نازك الأحاديث العاطفية وهم يخططون لسلامة ورفعة وتطور لبنان - ياللعجب -، وعندما يعود لبيته يظل الحريري ونازك في غابة الوجل خوفاً عليه من غدر إسرائيل، ولا يخلدان إلى النوم حتى يكلمهما مبشراً بوصوله سالماً.. هل رأيتم كيف؟! هذا الذي يخافان عليه من الغدر يا للعجب غدر بهما فاغتال رفيق.

هذا يوضح كم هو ممكن تراكم كل هذا اللؤم والنذالة والخيانة تحت عمائم الشياطين، لكن هذا ليس غريباً؛ بل الغريب تراكم كل تلك الكمية من الطيبة في بعض القلوب لحد الإيحاء بأن التسويات مع الشياطين ممكنة.

التسوية مع الشياطين إذا كانت ضرورية فلا بد أن تكون بضمانات عملية قوية تصفدهم، فلماذا غاب هذا الأمر الواضح حتى بعد كل هذا التاريخ الأسود وتلك الاغتيالات التي أعقبت اغتيال الحريري؟