خالد السليمان

صنعت إيران صواريخها الباليستية لترسلها إلى تل أبيب، فإذا بها تصل إلى الرياض، وسلحت الأحزاب والميليشيات لتحرير القدس فإذا بها تحتل أربع عواصم عربية، ورفعت شعارات الموت لإسرائيل، فإذا بها ترسل العرب إلى الموت! تلك هي إيران منذ نجاح ثورتها الخمينية،

رغم إرثها الحضاري العريق، لم تقدم للعالم العربي سوى الموت والفتن والحروب والدمار والفوضى! كثير من العرب خدعوا بها، وبعض العرب باعوا أنفسهم لها، لكن قلة من العرب تكشفت لهم نوايا وأهداف الجمهورية الإيرانية الجديدة منذ اليوم الأول لولادتها، لذلك كانت السعودية صادقة مع نفسها وهي تتعامل بكل حذر مع النظام الإيراني في الوقت الذي اندفع فيه البعض خلف شعاراتها الزائفة وأموالها الملوثة، ومن المؤسف أن الأمر استغرق كثيرا من العرب كل هذا الوقت ليكتشفوا أن إيران لم تكن سوى شيطان عار يتستر بورقة توت ذابلة! وإذا كانت الجامعة العربية تحذر اليوم من تهديد الصواريخ الإيرانية للعواصم العربية، فإن الخوذة الإيرانية قد سبقت صواريخها وباتت تتجول في العديد من هذه العواصم، بسبب تقاعس العرب طيلة سنوات عن التصدي للمشروع الإيراني، في الوقت الذي كانت السعودية تحذر منه، فتركت وحيدة في مواجهته فيما كان العرب الآخرون إما يهادنون أو يمانعون أو يسايرون في علاقاتهم بإيران! وإذا كانت ورقة التوت الذابلة قد سقطت أمام أعين الكثير من العرب، فإنه من المؤسف أن هناك من مازال مصابا بـ «الرمد السياسي» يرى ذات الجسد العاري شريفة في أخلاقها فريدة في علاقاتها!