عبد الله ناصر الفوزان

حين رأيت كثرة القائلين إن الرئيس اللبناني عون أسير لحزب الله تعجبت فهو الذي دخل أحراش الحزب بنفسه بحثاً عن مصالحه بعد أن أقفلت دونه مجموعة 14 آذار أبوابها.

عون شخصية تصادمية متهورة يستخدم "الرصاص" لتحقيق طموحه السياسي، حاولت سورية حافظ الأسد قتل طموحه فهرب لباريس وحين عاد بعد اغتيال الحريري وخروج سورية من لبنان كان حسب الظاهر ينوي الاستمرار في خطه بالانضمام لـ 14 آذار بقيادة تيار المستقبل لكن التيار أوصد دونه الباب مجاملة لوليد جنبلاط - وغيره ربما - الذي كان قد شن على عون هجوماً بعد عودته امتداداً للصراع السابق وقال عنه إنه تسونامي.

كان المفروض أن يدرك تيار المستقبل أن التسونامي هو حزب الله وأن عون بشخصيته وكتلته القوية يمكن أن يكون مصدة قوية لو استعان به التيار لكن هذا لم يحصل فاستخدمه التسونامي أما وليد فبمجرد أن قال عنه حسن نصر الله إنه أكبر كذاب صمت وبدا التقرب والتمسح.

لست أمتدح ولا أنتقص ولكن أوضح أن عون قوي الكتلة بعكس جنبلاط وقد كسبه حزب الله فامتطاه أما تيار المستقبل فقد ظل يتدحرج من جفرة وليد إلى الدحديرات الكثيرة التي يعاني منها الآن.

كانت التسوية الأخيرة التي أوصلت عون للرئاسة من أكبر أخطاء جعجع والحريري في ظني فهناك فرق كبير بين من تبناه ودفعه للرئاسة وبين من وافق مضطراً على ذلك فولاؤه وانحيازه سيكون للأول بالتأكيد.