طه حسيب

 

 الصحافة الدولية: الرابحون من هزيمة «داعش».. ودعوة لمعاقبة قيادات ميانمار

«جابان تايمز»

تحت عنوان «بوتين ولعبة القوة في الشرق الأوسط»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية، أمس افتتاحية، أشارت في مستهلها إلى أن هزيمة «داعش» في الشرق الأوسط، ونهاية ما يُسمى «الخلافة». يمكن اعتباره نقطة تحول في سياسات الشرق الأوسط، لكن ليست وفق ما توقعه كثير من المحللين. أ

كبر المستفيدين من هذا التطور هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحليفه السوري بشار الأسد. وما يبعث على القلق أن المشهد الراهن قد ينذر بنظام جديد ليس فقط في الشرق الأوسط، بل بنظام عالمي جديد. الفظاعات التي ارتكبها تنظيم «داعش» جعلت كثيرين ينسون الفراغ الذي حاولت بعض التنظيمات الراديكالية ملئه جزئياً جراء الحرب الأهلية السورية. «داعش» بدا كما لو كان الخصم الأشد لنظام الأسد، وسرعان ما انتهز الأسد وحلفاؤه - خاصة بوتين- الفرصة، وإظهار النظام السوري الحالي، بأنه أخف الضررين عند مقارنته بتنظيم «داعش». وبعد غياب موقف أميركي حاسم تجاه الأزمة السورية، وهو موقف يأتي جراء خبرات أميركية سلبية في التدخل بالعراق وأفغانستان، فإن الباب ظل مفتوحاً أمام روسيا كي تفرض نفسها على المشهد السوري المفعم بالاضطراب. اللافت أنه بمجرد اندلاع الحرب الأهلية السورية، بدأت روسيا في الدفع بالحل الدبلوماسي القائم على بقاء نظام الأسد. وبالفعل بدأت محادثات سلام في جنيف منذ عام 2014، لكنها لم تضع حلاً للأزمة. فالأهم من المحادثات التي تجرى في جنيف، هو الواقع السوري على الأرض، فمنذ بداية المحادثات، بدأ النظام السوري في استرداد الأرض التي كانت المعارضة السورية قد سيطرت عليها، ومن ثم بسط سيطرته الكاملة من جديد على البلاد. وبمساعدة الميليشيات الإيرانية، وبالتعاون مع القوات الروسية والتغطية الدبلوماسية التي توفرها موسكو، استرد نظام الأسد نظام المبادرة في ساحات القتال، وعندما وصل الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير الماضي، سعت واشنطن للعمل عن قرب، مع موسكو، من أجل هزيمة «داعش» لمنع انخراط الولايات المتحدة في الصراع الدائر داخل سوريا، وإيجاد أرضية أكثر قوة للشراكة مع روسيا. تغير مسار الأزمة السورية انعكس على سير المفاوضات، وانتهز بوتين الفرصة وعندما التقى نظيره الأميركي في منتدى «دول آسيا والباسفيك» في فيتنام أصدر الرئيسان بياناً مشتركاً من أجل حل سياسي وليس عسكرياً للحرب الدائرة في سوريا. وبعد إصدار البيان بوقت قصير، سافر الأسد إلى موسكو للقاء بوتين من أجل صياغة تسوية سياسية تحافظ على الحكومة السورية في مكانها. وبعد لقاء (بوتين- بشار) بوقت قصير، التقى الرئيس الإيراني بنظيره الروسي والتركي في سوتشي لصياغة حل يحظى بقبول الرؤساء الثلاثة، فهؤلاء متحدون في دعم دمشق، انطلاقاً من أن ذلك يضع حداً للنفوذ الأميركي في المنطقة. وترى الصحيفة أن أحد أهم مؤشرات التضامن بين روسيا وإيران وتركيا في الأزمة السورية هو نجاحهم في ترتيب وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب، الواقعة شمال غرب سوريا، واتفاق من هذا النوع، سيمنع نشوب صراع بين الجيوش التابعة للدول الثلاث.

«تورنتو ستار»

بعبارة «محاسبة بورما بسبب سياستها الدموية ضد الروهينجا»، عنونت «تورنتو ستار» الكندية افتتاحيتها أمس، مستنتجة أن الاتفاق الذي تم إبرامه الأسبوع الماضي والذي يسمح لمئات الآلاف من مسلمي الروهينجا بالعودة إلى منازلهم داخل بورما (ميانمار) التي فروا منها، واستقروا في معسكر للاجئين في بنجلادش.. اتفاق يبدو واعداً. الآن يوجد قرابة 620 ألف لاجئ يعيشون في ظروف سيئة بمعسكر داخل منطقة «كوكس بازار» البنجالية، وذلك منذ 25 أغسطس الماضي. التوتر حدث بعدما بدأ الجيش البورمي عمليات «التطهير» ضد أقلية الروهينجا، التي جاءت - حسب الصحيفة- بعد هجوم شنته عناصر من الروهينجا ضد مراكز شرطية. غير أن عمليات التطهير التي تعرض لها مسلمو الروهينجا، تضمنت عمليات اغتصاب ممنهجة وقتل وحرق المنازل والقرى، وهذا يعني أن الاتفاق الذي بدا غير واضح المعالم والتفاصيل يثير القلق، سواء بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان، أو لبلد مثل كندا. المنظمات الحقوقية تخشى من أن يصبح الاتفاق مجرد تمويه يخفي النوايا الحقيقية للسلطات في بورما، والتي قد تكون إجبار الروهينجا على العودة كي يتم صرف أنظار العالم عن محنتهم، وعن دور مخزٍ لعبته القيادات العسكرية البورمية لتأجيج مأساة هذه الأقلية المسلمة. الصحيفة تطالب السلطات الكندية بالعمل مع الدول الأخرى وفرض عقوبات قوية تضمن وقف التطهير العرقي الدموي ضد أقلية الروهينجا، والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم والعيش في أمان. الصحيفة سبق وأن نشرت مقالاً عن مأساة الروهينجا كتبته وزيرة الخارجية الكندية «كريستيا فريلاند»، وأشارت لمحرري صفحة الرأي بالجريدة إلى أنها تفكر في فرض عقوبات تستهدف قيادات بورمية محددة وتطبيق حظر على تصدير السلاح الكندي لهذا البلد.

«ذي كوريا هيرالد»

في افتتاحيتها المنشورة يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «ضغوط ثاد»، أشارت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية إلى أن وزيري خارجية كوريا الجنوبية والصين اتفقا في بكين يوم الأربعاء الماضي على العمل معاً للتمهيد لزيارة الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» إلى الصين الشهر المقبل، وهي الزيارة التي تقول الصحيفة إنها ستعزز جهود البلدين الرامية لإصلاح علاقاتهما. الزيارة تعد أعلى درجة من درجات التعبير عن علاقات ثنائية جيدة بين الصين وكوريا الجنوبية. وحسب الصحيفة، فإن الزيارة المرتقبة تعكس رغبة الرئيس الكوري الجنوبي في إصلاح علاقات بلاده المتوترة مع بكين بسبب نشر كوريا الجنوبية نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» داخل الأراضي الكورية، ما أثار استياء الصين. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تنهي هذه الزيارة النزاع الدائر حول نشر نظام «ثاد» والذي أسفر عن توترات في العلاقات الاقتصادية بين بكين وسيؤول. وزير الخارجية الصيني«وانج يي» قال إنه توصل مع نظيره لكوري الجنوبي لبعض الاتفاقيات حول نظام «ثاد»، وهذا من شأنه أن يحل النزاع تدريجياً، من خلال 3 سياسات تم الإفصاح عنها الشهر الماضي. في هذه المرة تقول كوريا الجنوبية إنها لن تفعل 3 أمور: لن تقوم بنشر المزيد من أنظمة «ثاد» ولن تنضم إلى برنامج الدفاع الصاروخي، ولن تشكل تحالفاً عسكرياً ثلاثياً مع اليابان والولايات المتحدة. وزير الخارجية الكوري الجنوبي كان قد أكد أن نشر هذا النظام في بلاده لن يُعرض مصالح الصين الأمنية للخطر. وباختصار سيتعين على كوريا الشمالية الوفاء بوعدها، بحيث تجعل الدرع الصاروخية الأميركية تنسحب من أراضيها. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الصيني دعا كوريا الجنوبية يوم 11 نوفمبر الجاري إلى أن تبدي «موقفاً مسؤولاً». وبعدها بيومين أشار رئيس الوزراء الصيني «لي كيكيانج» إلى إمكانية سحب هذا النظام الصاروخي شيئاً فشيئاً من كوريا الجنوبية.