تركي الدخيل
«لا أخاف ترمب، وجه أميركا قد انكشف، يجب توجيه الشكر للرئيس الأميركي الجديد، لأنه أظهر الوجه الحقيقي لأميركا، ولأنه فضح ما كانت إيران تتحدث عنه لعقود من فساد سياسي، وأخلاقي، واقتصادي فيها»... هذا أحدث تصريح لمرشد الجمهورية الإيرانية خامنئي ضد الإدارة الأميركية!
نعم نحن نعيش مرحلة جديدة، حيث التحول الكبير، بعد سنين الانعزال الارتكاسية، التي تبين عمق الجذر الذي عادت إليه أميركا، حيث الدخول في تفاصيل أزمات العالم، والمساهمة في إدارة منعطفاته، وهذا ما دعا إليه مؤثر أكاديمي وسياسي مثل فؤاد عجمي، رحل وفي قلبه غصة، أن الإدارة الماضية كانت «ميئوسًا منها»، لأنها أهملت إدارة مفهوم «النظام العالمي».
الواقع أن الإدارة الحالية لديها قناعة كاملة، بأن تركة السلف حول إيران ثقيلة... تطوير الصواريخ الجنونية الباليستية، ثمرة التجاهل التام من إدارة السالف، والإرهاب بالمنطقة سببه الأول والرئيسي إيران، ودخولها إلى سوريا أيقظ الطائفية بالمنطقة، وآن أوان تأديب هذا التمرد السياسي الممثل بالنظام الإيراني.
وزير الدفاع جيمس ماتيس، المعروف وصفًا بإيجابية بالغة بـ«الكلب المسعور»، صرح بأن إيران راعية الإرهاب في أنحاء العالم، والبيت الأبيض يعلن بأن الخيارات كلها مطروحة، بما فيها الخيار العسكري. هذه هي اللغة الجديدة، التي هزت أبواب إيران.
المحور الممانع مصعوق، ذلك أن التسهيلات الاستراتيجية القديمة باتت خارج يده، وترمب الآن لديه إرث سيئ، لا بد من غربلته وعلى رأسه تطويق إرهاب النظام الإيراني، والكل يعرف أنها أكثر دولة قتلت الأميركيين في بيروت، وطهران، والسعودية. نظام محترف بتفجير سفارات الدول، ومبدع في التصفية، والقتل، والاغتيال!
لكن كيف علقت كوادر الحرس الثوري، وما هي ردة فعلهم من تصريحات ترمب ضد إرهاب إيران؟!
المستشار الإعلامي والثقافي للحرس الثوري، حميد رضا مقدم فر، علق غاضبًا ومتحديًا وصرح بأن «الرئيس الأميركي، الذي وفد مؤخرًا إلى أروقة البيت الأبيض قد بدأ ولايته الرئاسية بضوضاء إعلامية محتدمة، على نفس النسق الذي شهدته الساحة الأميركية إبان حملته الانتخابية، والتي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الأميركية والعالمية، نظرًا لغموض برامجه المستقبلية وتوجهاته السياسية محليًا ودوليًا. إن تصريحات الرئيس الأميركي مؤخرًا حول ضرورة مراقبة تحركات طهران بدقة أكثر، بعد أن أجرت تجربة صاروخية ناجحة، لتؤكد تصريحات سلفه باراك أوباما، والتي هي مكررة وهزيلة، بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»! لكن ترمب قال بوضوح، إن اللطف السابق قد انتهى، و«أنا مختلف»، ولكن لا تزال الأفكار الرغبوية لدى إيران ومحورها الإعلامي والصوتي يهاجم ترمب، لأن لغة التهديد، التي يستعملها قد نسوها، منذ زمن الرئيس الأميركي جورج بوش.
كل إدارة ترمب، وفريقه السياسي والاستشاري، يركز بشكلٍ منقطع النظير على الإرهاب الإيراني، وذلك في سبيل استعادة الصلابة الضرورية، التي كانت عليها إدارة بوش، حين أطلق بخطابه المدوي بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) 2002، مفهومًا ذائع الصيت: «محور الشر - Axis of Evil»، على رأسه إيران الشر، الذي يمثل الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، والقيام المؤسسي والمنظم بأعمال عنف تعارض الاتفاقيات الدولية، والمواثيق، والعهود الأممية.
زمن مختلف، يعيشه النظام الإيراني، وسط اضطراب داخلي، وأزمة اقتصادية خانقة، وانتشار للفقر والبطالة، بالمقابل ينفق عشرات المليارات على جيوب زعماء وقادة التنظيمات الإرهابية، ويتقاضى رؤوس الحرس الثوري ما يكفي، لإعاشة دولة بأكملها. دخلت إيران في حروب عبثية لن تخرج منها إلا بعد أن تُكسر، سواء باليمن أو سوريا أوحتى العراق.
زمن التملق للحوثيين، و«خطة كيري»، بدعوى التعامل مع «حزب سياسي» ولى، إذ يعتبر ترمب وفريقه جماعة الحوثي إرهابية، إنه زمن التحولات، واستعادة الأمم لهيباتها، إذ تعود كل دولةٍ إلى داخلها، وتهديد المرشد لترمب لا مآلات له!. . .
التعليقات