سعد بن عبدالقادر القويعي
لم تكن المعطيات الراهنة للموقف الأمني في مقتل المطلوب مصطفى علي عبدالله المداد، الذي لقي مصرعه خلال مداهمة نفذتها الجهات الأمنية في حي الشويكة بالقطيف، سوى رسالة واضحة المعالم بأن تحقيق الأمن الجنائي، هو في حقيقة الأمر تجفيف لأحد روافد، ومنابع الأنشطة الإرهابية. وهي رسالة -أيضًا- لكل من باع نفسه لأطراف خارجية، بعد أن أصبح سلعة رخيصة لا قيمة لها، متداولة بأيدي الأعداء؛ لأنهم بأفعالهم هذه أثبتوا للمسلمين، وللعالم -أجمع- بأنهم أشر الناس، وأبعد الناس عن الهدي النبوي، وصراط الله المستقيم.
الإرهاب جريمة متقدمة، وهو جريمة لا تمس الضحايا -فقط-؛ ولكن تمس المجتمع برمته؛ كونه يحمل عقيدة قتالية خطيرة، تهدف إلى هدم المنظومتين -الأمنية والسياسية-؛ لإثارة الفوضى، وإيجاد موطئ قدم للأعداء. ولا أبالغ أن قلت: إن العالم يعيش - اليوم - على وقع وتيرة مضطربة، يمكن اعتبار الإرهاب سببها الرئيس، ومحركها الأساس. وبقدر ما تنطوي عليه التطورات الجارية، والأحداث المعاصرة، فإن التأكيد على ضرورة استئصال ظاهرة الإرهاب المقيت من قليلي المروءة، والهِمَّة، ومفارقي الجماعة، وخافري الذمة، من الذين يزينون الباطلَ للتفريق، ويشوّهون الحقَّ للتمزيق، عبر أفكار دخيلة هَوجاء، ومسارب كالحة رعناء، ليس لها من الحق نصيب، أصبح حقًا مشروعًا للدولة.
إنجاز جديد يسجل لرجال أمننا البواسل في التصدي لشرذمة الإرهاب؛ باعتبار أن حماية أمن الوطن، والمواطن، وصون مقدراته، والحفاظ على مقومات استقراره، هي الهدف الأسمى لأجهزة الأمن. وترسيخًا لدولة النظام، والمؤسسات، فإن الأجهزة الأمنية ستعمل على تعزيز حماية أمن، واستقرار البلاد، بما يضمن جميع الحقوق، والحريات، وردع أي تجاوز من أي طرف كان، والالتزام باليقظة، والمبأداة بالإجهاض المبكر لأى محاولة مشبوهة؛ لتكوين بؤرٍ إرهابية.
رغم التحديات الهائلة التي ما فتئت تواجه المنطقة، فإن وطن التوحيد سيبقى عزيزًا شامخًا ضد أهل الغدر، والخيانة. وستبقى أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة؛ ليشع منها نور الهدى، والفضيلة، فحماية أمن المجتمع فريضة شرعية، وضرورة حياتية. كما أن إدراكنا، ووعينا لهذه المعضلة، سيجعلنا متمسكين بقيمنا، وضرورات حياتنا اليومية؛ من أجل لجم الإرهاب؛ ولنكون عونًا لأجهزة الأمن المختلفة في مكافحة الإرهاب؛ لأن محاربة الإرهاب قضية وطنية، لا تهم رجل الأمن وحده؛ ولكن تهم جميع المواطنين.
التعليقات