مهره سعيد المهيرى
مصر الدولة الكبيرة والقوية صاحبة التاريخ العتيق، مصر حاملة الثروة البشرية التي تصل إلى أكثر من 90 مليون مواطن، مصر الشامخة باستمرارها وصمودها، هذه مصر التي تشهد اليوم تكثيف تعاونها مع الدول العربية وتعزز حضورها في قضاياهم، وتنصت وتتفاعل معهم.
التعاون المشترك هو محور السياسة المصرية الإقليمية. ولنا في التعاون المشترك بين الإمارات ومصر مثالا يحتذى في كيفية رص الصفوف ومواجهة التحديات. لنا في تعزيز التنسيق بشأن مواجهة الإرهاب بأشكاله المختلفة الدموية والفكرية، «داعش» وغير «داعش». فمصر التي تواجه التنظيمات المتطرفة على أرضها، هي نفسها مصر التي تحارب الارهاب خارج ارضها إدراكا منها لوحدة الأمن القومي المصري مع الأمن الإقليمي.
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي يؤكد وهو يستضيف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التضامن بما يمكّن الأمة العربية من الحفاظ على أمن واستقرار دولها. فالإمارات تدرك مدى أهمية الاستمرار فى التنسيق فى جميع المواقف، خاصة أن المخاطر التى تواجهنا واحدة، ومصالحنا مشتركة.
هذا التعاون والوقوف المستمر بجانب مصر إنما يدل على قوة العلاقات المصرية الإماراتية وما تتميز به من طابع استراتيجي. انه الصمود المشترك أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية.
انه النظر بعيدا إلى أفق التغيرات التي تجتاح العالم. أنه الإدراك الواحد بأن العبث بمصائر المنطقة وإثارة الفتن لا محل لهما في عالم يعاني من الفوضى والإرهاب والتراجع الاقتصادي وانحسار الفكر المنطقي. هذا ما يجعل العلاقة بين الإمارات ومصر في أفضل حالاتها وأوج قوتها. فالتحديات غير مسبوقة عالميا، وهي مصيرية في منطقتنا. تدرك الإمارات الأهمية القصوى لدعم مصر، نظرا للدور المحوري الذي تلعبه في مكافحة الفكر المتطرف. فمصر خزانة فكرية هائلة قادرة على الابتكار في خلق الأدوات لمواجهة التطرف الذي دخل بمسميات الدين.
والمثقفون المصريون التنويريون هم في خط الدفاع الأول أمام الفكر الهدام كما هو حال الجيش المصري وقوات الأمن ودروهما في التصدي للإرهاب. مصر ركيزة قومية ومن خلال دورها وتأثيرها، يمكن العثور على حلول لنزاعات المنطقة.
وها هي الأحداث والتطورات تكشف بأن الكثير من السياسات في المنطقة لابد ان يمر او يتم صنعه في القاهرة وأن من يبحث عن الحلول عليه أن يشاور مصر وقيادتها. مصر أيضا هي دولة القبول بالتحديات الكبيرة الخاصة بالتنمية. ولعل نموذج التعاون والتنسيق بين الإمارات ومصر هو المثال الذي يحتذى به للعمل المشترك الناجح في تنفيذ مشروعات تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إنها الرؤية الإستراتيجية المشتركة بغية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. مسيرة التنمية هي الرد على كل المتقولين بربط الإرهاب بالفقر والحاجة، في حين أننا نعلم أن دولا تقف وراء الإرهاب وتموله وتؤجج نيرانه.
زيارة فخامة الرئيس السيسي لأبوظبي هي التذكير الدائم بمسيرة تمتد لعشرات السنين من التفاهم والتنسيق بين مصر والإمارات وأن المصير واحد.
التعليقات