ومضات تاريخية أحيت مآثره وذكراه

عبدالرحمن العكيمي 


لازالت أصداء الإطلالة الوثائقية التي عرضتها قناة MBC1 في برنامج الزميل مفيد النويصر «من الصفر»، عن الراحل محمد عبده يماني، بما حملت من تفاصيل دقيقة رواها صهره وصديقه الشيخ صالح كامل وآخرون، تلقي بظلالها على من عاصروا الراحل أو غاصوا في أعماق مآثره وسيرته الثرية، واستأثر الحديث عن الجوانب العصامية في حياته ونهمه للعلم والمعرفة بالجزء الأكبر من النقاشات على مواقع التواصل المختلفة.

وروى صهره الشيخ صالح كامل، تفاصيل من طفولتهما وشبابهما معاً، قائلاً «كنا متآلفين لأن الحرم يجمعنا للمذاكرة، فلا توجد في البيوت إضاءة أو أنوار كافية تكفينا لمراجعة الدروس، وفي الحرم نشأت الصداقات رغم أننا كنا في مدارس مختلفة، ويضيف كان هناك عصبية للمدارس ومحبة لها، وكنا نتنافس في كل ما يكون بين المدارس من المسابقات والتحصيل والصيت، وكان التنافس على أشده بين مدرسة الفلاح الابتدائية التي نشأ وتخرج فيها الدكتور محمد عبده يماني، وبين مدرسة الفيصلية التي درست فيها، ومدرسة تحضير البعثات ومدرسة العزيزية للمرحلة الثانوية».

وعن عصاميته قال «لم يكن جيلنا من أبناء مكة يأنف من خدمة الحجيج، وهو شرف عظيم، وثانيا المادة والنقود كي نساعد أهلنا فجيلي أنا ومحمد عبده يماني -الله يرحمه- تجده اشتغل بالطواف بالحرم أو يعمل على عربة،أو يبيع ماء زمزم».

وأضاف الشيخ صالح كامل «رغم ما وصل إليه الراحل يماني من نجاحات ورغم انشغالاته ومسؤولياته آنذاك؛ إلا أنه لم يترك حب المساكين والضعفاء، ولم ينفك عن عشق عمل الخير، والأعمال الإنسانية حتى اشتهر بذلك رغم أنه يخفي ما يقوم به من عمل إنساني وصدقات ومعروف نطق بها المستحقون لها بعد رحيله.. نطقوا بها والدموع تتزاحم قبل الكلمات لتتحدث عن مآثر رجل وفي ومعطاء ومحسن يحب الإحسان، والناس هم شهود الله في الأرض، رحم الله الدكتور محمد عبده يماني رحمة واسعة».

وقال صديقه الدكتور سالم مليباري أمين جامعة الملك سعود سابقا: كنا أنا ومحمد عبده يماني نبيع بليلة، فكانت المكاسب قليلة وهي ريالات معدودة، وتحدث عن العديد من مآثره، وستظل قصة كفاحه وحبه للخير تروى لأجيال قادمة.