تركي الدخيل

مشهد البيعة الذي تابعه الناس هو شكل المجتمع. الأمراء بخبرائهم الكبار، وشبابهم الواعد، والعلماء والدعاة والمفتون، والمجتمع بكافة أطيافه وعائلاته، والرجال الأوفياء الذين عايشوا أزمان الحروب مع الملك عبدالعزيز في لحظات التأسيس المفصلية، وقد كان الحديث اللافت للنظر، ذلك الشيخ بعمامته البيضاء، وهو يخاطب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبايعاً إياه، لكن العبارات التي فاه بها توضح الفارق بين الزمن الذي عِيش آنذاك، حيث الحروب، والملك عبدالعزيز حاملاً سيفه، وموقداً نيران جيشه جيئةً وذهاباً في الجزيرة بكل أطرافها، حاملاً مشروع التوحيد.

يقول ذلك الشيخ إن الأمن أساسي لهذه البلاد، وكل من لم يُقدر تلك النعمة فلنتخلّص منه، ويتذكر سنين بيعة الملك عبدالعزيز، حيث المنشقون والمنفلتون، إما أن يعودوا لصوابهم وإما الحرب والسيف، عرف الشيخ معنى مكافحة الإرهاب مبكراً، ومن ينسى سنة «السبلة»؟!

مشهد البيعة هو شكل المجتمع، بأطيافه وتعدديته وبكل تنوعه، إنه مجتمع الغنى السعودي، وكل تعددية اجتماعية هي غنى بلا شك.