توطين السياحة والترفيه من أهداف رؤية 2030

حمد عبد الله اللحيدان

 

يعتبر الترفيه والسياحة من اهم مقومات الاقتصاد في كثير من الدول لذلك عمدت الدول التي لا تملك مقومات سياحية الى انشاء مقومات ترفيهية جاذبة لتشجيع الجذب السياحي الذي يعتبر من اهم مصادر الدخل بالاضافة الى انه يفتح فرص عمل دائمة وموسمية كما انه احدى وسائل التعليم والتنوير والتثقيف من خلال الترفيه ولذلك يصمم الترفيه استجابة لمختلف مشارب وهوايات كافة شرائح المجتمع.

نعم لقد جاءت رؤية (2030) لتحييد البترول كمصدر اول للدخل من خلال ايجاد وسائل دخل بديلة متعددة ولهذا فإن قرارات انشاء مشروعات القدية والبحر الاحمر الترفيهيين وانشاء نادي الابل ونادي الصقور تصب في هذا الاتجاه. وهي مقدمة لتوطين الترفيه كوسيلة لتشجيع الجذب السياحي في المملكة وسوف يساعد على نجاحها تسهيل وصول افواج الحجاج والمعتمرين الى تلك المواقع بعد قضاء مناسكهم لتمضية بعض الوقت في الترفيه والسياحة في ربوع المملكة .

نعم حظيت مشروعات الترفيه المزمع انشاؤها بدراسات وافية من حيث الجدوى والتنوع واماكن تمركزها بما في ذلك استجابتها لمتطلبات تشجيع السياحية المحلية والحد من هجرة الاموال والناس الى الخارج في الصيف والمواسم مما يمكن من توفير وتدوير عشرات المليارات داخل اقتصاد الوطن بدلا من هدرها على السياحة الخارجية . كما انها اخذت بعين الاعتبار اهم مقومات السياحة والترفيه التي تتمثل في :

النزل مثل الفنادق والموتيلات والشقق المفروشة تعتبر القاعدة الاساسية الاهم لأي نشاط سياحي وترفيهي ولهذا لابد من الاخذ بعين الاعتبار القدرات المادية المختلفة لرواد تلك المراكز وعدم قصرها على فئة دون اخرى.

تم تصميم مشروع البحر الاحمر الترفيهي بحيث يسهل وصول زواره الى المواقع السياحية القريبة منها مثل الاثار والمواقع التاريخية والمعالم السياحية الاخرى في منطقة العلا وذلك باعتبار ان كلاً منها سوف يكون له مريدوه.

المتاحف بمختلف انواعها وتخصصاتها وفعالياتها تعتبر جزءاً لايتجزأ من وسائل السياحة والترفيه على ان يكون من اهدافها تثقيف وتنوير الزوار من الداخل والخارج بتاريخ وثقافة وطبغرافية واهمية المملكة من كافة الوجوه.

التوسع في انشاء الاندية المتخصصة مثل نادي الفروسية والابل والصقور والطيران والانشطة الصحراوية التي تحتاج الى تنظيم مثل التطعيس والتفحيط وذلك لضبطهما من خلال تحديد مواقع محددة لهما ووضع الضوابط التي تحكم ممارستها والرقابة عليهما.

وجود مؤسسات واندية تهتم بالانشطة البحرية الغوص والرحلات البحرية والمسابقات باليخوت والصيد والتزلج على الماء بالاضافة الى العروض البحرية بمختلف انواعها واوقاتها ومناسباتها.

المعارض المختلفة والمتخصصة في كل فن من الفنون والتي لكل منها عشاقه ومريدوه.

المتنزهات والحدائق الفسيحة كأحد مقومات الترفيه المزودة بوسائل الجذب المناسبة من مضامير للمشي والجري والاسترخاء والشوي وغيرها من الفعاليات التي لكل منها زبائنه .

وجود مواقع مخصصة للمسرح والسينما والسيرك والمكتبات العامة والمحاضرات والندوات ذات الابعاد التنويرية والترفيهة والتثقيفية والتعليمية المدمجة التي تكون بعيدة عن الرتابة والجفاف الممل.

انشاء شركات سياحية تهتم بتنشيط مشاهدة المعالم المختلفة في المدن الكبيرة (sightseeing) وترتيب زيارتها من قبل الوفود والسياح والزوار وغيرهم وهذا يتطلب تحديد اهم المعالم الجاذبة لكل مدينة.

العمل على اقامة المهرجانات السياحية والترفيهية والتشويقية على مدار العام بصورة متبادلة بين المواقع المختلفة وعدم قصرها على فصل الصيف.

الرياضة بأنواعها المختلفة احدى وسائل الترفيه ولذلك فإن الاهتمام بجميع انواع الرياضة وفتح اندية متخصصة لكل منها خصوصا تلك التي لا زال الاهتمام بها اقل من غيره يدخل في باب الترفيه وشغل وقت الفراغ.

الاتجاه الى الترفيه الصحراوي المنظم الذي لا زال محصورا بالرحلات البرية العائلية والفردية غير المنظمة بحيث يدخل ضمنها اتاحة الفرصة لاكتشاف معالم الصحراء مثل الربع الخالي وغيره بحيث يتمكن السائح من قضاء يوم وليلة او بضعة ايام هناك وهذا جزء من الترفيه والسياحة الذي يمكن ان ننفرد بهما.

وبما ان المملكة تحتوي على مناطق للسياحة الصيفية واخرى للسياحة الشتوية فإن انشاء مراكز ترفيهية في كل منهما على غرار مشروعي القدية والبحر الاحمر الترفيهيين له اهمية كبرى لضمان استمرار السياحة والترفيه طوال العام . والله المستعان.