فهد الطياش
عقدان من الزمن ولم تستوعب الدوحة ومن لف لفيفها سياسة الحلم السعودي على أمل أن يعود الشقيق إلى رشده. ولكن بعد أن انكشف الغطاء عن سوءة تنظيم الحمدين في قطر الحلم يبقى ولكن ليس هناك مجال لغض الطرف عن المؤامرات والدسائس واستمرار استضافة مرتزقة تمزيق وحدة الخليج. فكل مرة تأتي بوادر انقشاع الغمة تعود الحكومة القطرية لنقض جهود وساطة أمير الكويت. والشيخ صباح حليم أيضاً ومتابع لهذا الملف بالرغم من كل نزق آت من الدوحة. فكم يا ترى بات في جعبة قطر لتماطل أكثر وأكثر؟ لا يهم, فالأوراق انكشفت ورسالتنا وصلت. ويأتي اتصال الشيخ تميم بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليبدي رغبة في الحوار ما هي إلا محاولة جديدة ضمن سلسلة المماطلات. ولكن رسالتنا كانت واضحة: لا مانع أن تطول مدة المقاطعة لقطر حتى لعامين مقبلين. وفي هذه الرسالة كشف لمستور وكشف حساب لمعلوم. فالمستور انكشف بخيانة الشقيق وغدره ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين, وكشف الحساب سيكون متعدد الصفحات لتشمل هواتف العملة من مذيعي الجزيرة ومن يدور في فلكها, ويتبعها كشف في الداخل ممن وصلت إلى حسابه شيكات قطر أو جعل من ولاء للتنظيم الحزبي فوق الولاء للوطن. إنها معادلة جديدة في علاقاتنا الخليجية وفق قاعدة «رب ضارة نافعة». فهي فعلاً مصدر الضرر لجرح لا يبرأ مع الزمن إلا بخروج الضار من مسرح السلم الخليجي وهي نافعة لانكشاف مصدر الضرر. والمصيبة أن الدوحة تعالج ما ارتكبته من أضرار بالعرب بالمزيد من الضرر بغرس الفارسي والعثماني في قلب الخليج وكأن المنطقة غافلة عن تاريخهما. إنها والله من فصيلة شر الأخوة الذين يكيدون ويرد الله كيدهم في نحورهم. فالحمد لله أن رسائلنا هي حلم وصبر ونفس طويل الى أن جاءت معها رسائل سلمان بن عبدالعزيز القائمة على الحزم والعزم. فالخيار أمام تميم الدوحة إما مواقف تثبت بما لايدع مجالاً للشك كف الأذى أو قطيعة تكفينا شرور الدوحة وتكشف الوجه القمئ لتصرفاتها المقوضة لأمن بلادنا. ولعل الخطوة الأولى تكون بوقف مكينة الكذب والجور الإعلامية وتجفيف منابع دعم المتطرفين ومرتزقة الكلمة. وبعدها تبدأ قائمة المطالب تتحقق بالتدريج. وهي بالمناسبة مطاب مهمة لمستقبل قطر مثلما هي لبقية دول الخليج. ومع هذا سيظل خليجنا واحداً رغماً عن أنف النافخين في رماد الفتنة عبر قناة الجزيرة.
التعليقات