ستيفن إل كارتر
إنني أنضم لمجموعة من المتنبئين الهواة الذين يقدمون تخمينات عما سيحدث في عام 2018. ومرة أخرى، فإنني أستعير شعار صديقي «جريج استيربروك»: جميع التنبؤات مضمونة، أو أن تسترد مالك. ومن بين الأمور المذكورة أدناه، هناك أمر أو اثنان هما مجرد مزحة. سأترك للقارئ مهمة تحديدهما.
أولاً: في وقت ما من خريف هذا العام، سينهي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «روبرت مولر» تحقيقه بشأن التواطؤ المحتمل بين الحملة الرئاسية لدونالد ترامب والحكومة الروسية. وسيضاف اتهام أو اثنان للائحة الاتهامات، ولكن فقط بسبب الكذب على المحققين. ولن توجه لأي شخص تهمة كبيرة تتعلق بالسبب الذي تم تعيين مولر من أجله في المقام الأول. (فيما يتعلق بالمدعين الخاصين، كانت هذه هي القاعدة مؤخراً، وليس الاستثناء.) وسينتظر مولر حتى بعد انتخابات التجديد النصفي وبعدها يصدر تقريراً شديد اللهجة عن حملة ترامب، لكنه سيضيف أنه لم يتمكن من العثور على دليل يشير إلى ارتكاب مخالفات جنائية.
ثانياً: ستستمر القارة القطبية الجنوبية «أنتراكتيكا» في فقدان أكثر من 100 جيجاتون من الجليد سنوياً. ويبدأ المتشككون المتصلبون في إطلاق التعليقات.
ثالثاً: نظراً لاكتشاف أن الرياضيين الروس يتعاطون المنشطات، وما تبع ذلك من إجراءات للجنة الأوليمبية الدولية والتي تشكل إما حظراً أو لا شيئاً مهماً، فإن التقييمات التليفزيونية لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية لعام 2018 تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بدورة الألعاب الشتوية لعام 2014، والتي أجريت في سوتشي، روسيا، والتي كانت بالفعل تمثل انخفاضاً مقارنة بدورة الألعاب الشتوية التي أجريت عام 2010 في فانكوفر.
ثالثاً: وإذا تطرقنا إلى كوريا الشمالية، فإن عمليات التطهير المتكررة التي يقوم بها «كيم جونج أون»، زعيم كوريا الشمالية، ستعود بنتائج عكسية في عام 2018. ويقال إن كيم يحاول منع حدوث انقلاب. ويقال إنه استأجر حراساً روساً، لأنه لا يثق تماماً في طاقم الأمن الخاص به، بيد أن وحشية «كيم» عديمة الرحمة في التخلص من كبار المسؤولين (حيث تم إعدام اثنين العام الماضي باستخدام بنادق مضادة للطائرات)، جنباً إلى جنب مع الثقل المتزايد للعقوبات الدولية، ستؤدي بالضبط إلى ما يحول دون حدوثه: انقلاب عسكري. وبعد عدة ساعات من التعليقات المكبوتة والقلقة من جانب وسائل الإعلام الغربية (إلى جانب تغريدات ترامب)، سيخرج كيم من مخبأه سالماً وسيتم الإعلان عن فشل الانقلاب.
رابعاً: سيصبح إنترنت الأشياء واسع الانتشار (مصطلح برز حديثاً، يُقصد به الجيل الجديد من الإنترنت (الشبكة) الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها (عبر بروتوكول الإنترنت ذاتي الإدراك) وفي حالة من الذعر، يحاول البشر سحب المقبس. ويحاول إنترنت الأشياء التصدي، فيجمد المحافظ الذكية ونظام «انقر لتدفع» (تاب تو باي). ويتم إيقاف جميع أجهزة تنظيم الحرارة ( الترموستات) المتصلة عن التشغيل. وستتوقف جميع المبردات عن التشغيل. ويتم وقف كل مواقع التواصل الاجتماعي. ويستجيب المساعدون المتعلقون بالإنترنت لكل أمر بعبارة «المقاومة غير مجدية». ويتم إغلاق جميع حسابات البريد الإلكتروني والهواتف الجوالة. والأسوأ من كل هذا، أنه لن يتم بث مقاطع الفيديو. وفي مواجهة مستقبل قراءة الكتب الفعلية والتعرف على الجيران، يستسلم الجنس البشري بسرعة.
خامساً: سيواصل الرئيس ترامب ميله بعيداً عن المؤسسات متعددة الأطراف والاتجاه نحو سياسة الاتفاقيات الثنائية. وسيسرع من اتجاه سلفه أوباما نحو آسيا وابتعاده عن أوروبا. وسيواصل التأكيد على السلطة التنفيذية المستقلة لصناعة الحرب بكل وسيلة وعلى نطاق واسع كما ادعى أسلافه المباشرين. (وهذا دليل أكبر على أن تركيز السلطة في يد الرئيس هو أمر سيئ، ولكن هذه أيضاً قصة قديمة).
سادساً: على الرغم من الارتفاع الأخير، فإن معدل جرائم العنف سيواصل تراجعه الذي استمر لعقود، لكن العديد من المرشحين «الجمهوريين» سيصرون على أنه آخذ في الارتفاع.
سابعاً: إنني متشكك في المزاعم «الديمقراطيين» بأنهم سيفوزون مرة أخرى في مجلس النواب وربما في مجلس الشيوخ في انتخابات نوفمبر المقبل. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي في جانبهم بقوة، ولكن يبدو أنني أتذكر أن استطلاعات الرأي كانت في جانبهم بقوة في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. والأكثر من ذلك، أن انتخابات مجلس الشيوخ الخاصة في ألاباما، تشير في الاتجاه المعاكس. وفي مواجهة «جمهوري» متهم بما يرقى إلى الاغتصاب القانوني (ومع بقاء أكثر من مئة ألف من الإنجيليين البيض الذين من المرجح أن يكونوا قد دعموا الحزب «الجمهوري» في منازلهم يوم الانتخابات. استطاع «دوج جونز» أن يحقق النصر بواقع 1.6 نقطة مئوية فقط. لذا فإنني أتوقع أن يسيطر «الجمهوريون» على غرفة واحدة على الأقل من غرفتي الكونجرس، وربما كليهما.
ثامناً: في حرم جامعي واحد على الأقل، سيطالب الطلاب بإجراءات تأديبية ضد أحد الأساتذة للمساهمة بأمواله لدعم المرشح السياسي «الجمهوري»، وسيذعن مسؤولو الإدارة.
هذه هي الطريقة التي أرى بها 2018 في العناوين الرئيسية. أما بالنسبة لحياتنا اليومية، أتمنى في العام القادم أن يجد كل شخص منا الوسيلة ليحتفظ باحترامه للآخرين مع وجود اختلافات لا حصر لها، وأن يبحث دون توقف عن الحقيقة والجمال والنعمة التي يمكن العثور عليها وسط الصخب والفوضى... أتمنى لكم عاماً سعيداً.
*أستاذ القانون بجامعة «يل» الأميركية
«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
التعليقات