أبها
سعت الميليشيا الحوثية الانقلابية منذ اليوم الأول الذي انقلبت فيه على الشرعية باليمن إلى تحريك الأدوات الإعلامية وفقا لتوجهاتها التي تدعمها إيران بالمال والتوجيهات، فأغلقت القنوات والإذاعات وحاصرت المباني الإعلامية وأوقفت بعض الصحف المعارضة لها، وكذلك طاردت الصحفيين واعتقلت بعضهم وقتلت البعض.
ووفقا لمصادر صحفية يمنية فإن التمويل الإيراني كان حاضرا في كل تحركات الحوثيين الإعلامية بدءا من تمويل قناة «المسيرة» وحتى افتتاح قنوات إذاعية وتلفزيونية جديدة.
هيمنة جديدة
دشنت الميليشيات الحوثية مؤخرا، إذاعة محلية جديدة أسمتها «آفاق» بتمويل إيراني كامل وفقا للمصادر، في حين تهيمن الميليشيا على الخطاب الإعلامي في العاصمة صنعاء، وبقية المناطق التي تسيطر عليها، وتبث برامجها حاليا عبر أكثر من 30 إذاعة محلية وعدد من القنوات الفضائية سيطرت عليها عقب اقتحامها للعاصمة عام 2014، بالإضافة إلى منابر أخرى تتبع شخصيات موالية لها وتعمل جميع هذه الوسائل على بث أفكار الجماعة الطائفية في أوساط المجتمع اليمني.
وقالت المصادر إن جماعة الحوثي تستعد أيضا لإطلاق قناتين فضائيتين تحملان اسم «الهوية» و«اللحظة» وذلك عقب تلقيها تمويلا إيرانيا عبر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، الذي افتتح مقرا له أخيرا في صنعاء.
ترهيب الإعلام
مارست الميليشيات المتمردة، ترهيبا إعلاميا ضد الكثير من القنوات التلفزيونية على وجه التحديد، إذ اقتحمت هذه القنوات بقوة السلاح وأجبرتها على أن تكون صوتا إعلاميا لها، ومن ضمنها قنوات «بلقيس» و«آزال» و«الساحات» و«سهيل» و«يمن شباب»، بالإضافة إلى استيلائها على وكالة «سبأ» الإعلامية، وكذلك إغلاق العديد من المواقع الإلكترونية البارزة في البلاد، وتطويع البعض منها للعمل لصالحها.
وكانت إيران قد مولت بشكل كبير إنشاء قناة فضائية حوثية جديدة تتكفل بالتغطيات الحية والبث المباشر، باسم «المسيرة مباشر»، وقد بدأت بثها خلال الأيام الماضية.
حرب إعلامية
أشارت المصادر إلى أن الانقلابيين سبق وأن أطبقوا سيطرتهم على القنوات التي تدعم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وأبرزها القناة التي يملكها وتحمل اسم «اليمن اليوم»، من خلال التشويش على بثها، عقب الانتفاضة التي أعلنها صالح ضد المتمردين الحوثيين.
وبحسب مراقبين، تعد قناة «الجزيرة» القطرية أبرز الداعمين لميليشيا الحوثيين الانقلابية، إلى جانب عدد من القنوات الإيرانية الناطقة بالعربية مثل قناة «العالم» و«المنار» التابعتين لميليشيا حزب الله الإرهابي في لبنان.
التعليقات