مواقف تستذكر بيار الجميل في ذكرى اغتياله الحريري: مناضل شريف من أجل حرية لبنان

& غالب أشمر&

في 21 تشرين الثاني(نوفمبر) من العام 2006، ليلة عيد الاستقلال، اغتال مسلحون مجهولون في منطقة الجديدة، شرق بيروت، سياسيا لبنانيا هو وزير الصناعة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك، بيار الجميل، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأقاليم والمحافظات في حزب "الكتائب" وعضوية مكتبه السياسي. ينتمي إلى عائلة سياسية لبنانية عريقة فوالده هو رئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل وجده مؤسس حزب "الكتائب" السياسي المعروف بيار الجميّل، وعمه رئيس الجمهورية السابق بشير الجميّل، وشقيقه رئيس الحزب الحالي النائب سامي الجميل.


وفي الذكرى الثانية عشر لاغتياله استذكر عدد كبير من القيادت والشخصيات اللبنانية مواقفه، فكتب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري في تغريدة على "تويتر" قائلا: " في ذكرى اغتيال الشهيد بيار أمين الجميّل نتذكر الصديق الوفي والمناضل الشريف من اجل حرية لبنان وديموقراطيته واستقلاله. الرحمة لروح بيار وارواح كل شهدائنا". وسرعان ما علّق رئيس حزب "الكتائب" على التغريدة شاكراً "دولة الرئيس على التحية في هذا اليوم الأليم. فلتكن ذكرى شهدائنا دافعاً لنا للصمود والانتفاضة على الذات والثقة بالقدرة على التغيير من اجل مستقبل أفضل لأولادنا" ، وأرفقها بتغريدة أخرىبالقول: "ما منساوم تنحقق حلم بيار".

واستذكر الرئيس السنيورة "الشهيد الوزير بيار الجميل . إنها الجريمة التي ادت الى استشهاد شخصية مميزة من شخصيات لبنان الوطنية المهمة دفاعا عن استقلال لبنان وسيادته". وقال: "لا يمكن ان ننسى رفيقنا الشهيد بيار الجميل ولا بقية الرفاق من أبطال ثورة الأرز وجميع الشهداء الآخرين الذين سقطوا دفاعا عن لبنان، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسنبقى متمسكين بذكراهم دائما وابدا وأننا سنبقى حريصين على احترام قيم ومبادىء ثورة الأرز والعمل بمضمونها".

اما وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة فشدد على ان "عملية اغتيال الوزير بيار الجميّل مفضوحة على الارض والحكومة انذاك، لم تكن قادرة على اضافة هذه القضية على قضايا المحكمة الدولية". وقال: "قضايا الاغتيالات العالقة فضيحة برسم الدولة والقضاء اللبناني".

واستذكر حمادة اداء الراحل في جلسات مجلس الوزراء، وقال: "امتاز الوزير الشهيد بأهم صفات الشاب الذكي والمثقف اذ في بداية مسيرته لم يكن يتكلم كثيرا بل كان يصغي، وفي احدى المرات داخل الجميّل بموضوع المثالثة وحتى اليوم ما من احد من الدستوريين والسياديين الكبار استطاع ان يرافع بهذا الشكل". واعلن ان "اسباب اغتيال بيار الجميّل كثيرة اذ اغتالوا سيادة لبنان واليوم سامي الجميّل يمثل بيار واقول للرئيس امين والشيخة جويس الله يرحم بيار الجميّل والله يحمي سامي الجميّل".

وتوقف رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، عبر تويتر"باحترام عند ذكرى استشهاد بيار الجميّل الذي احبّ لبنان وعمل لأجل استعادة سيادته وساهم في صنع الامل للشباب اللبناني".

وغرد رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع بالقول: "لن تخفت ثورة ترقد فيها روح ثائر شهيد"، مستذكرا "آخر دفعة من الشهداء الذين سقطوا على طريق انجاز استقلال لبنان وهم شهداء "ثورة الأرز"، وأخص منهم تحديداً الشهيد بيار الجميل لانه سقط في مثل هذا اليوم بالذات منذ 12 عاماً، على أمل ان تزهر دماؤهم استقلالاً ناجزاً في أقرب وقت ممكن".

وافتقد وزير العدل السابق ابراهيم نجار "بيار الصديق والأخ والسياسي المرن". واعتبر ان اغتياله أمر"‏مخز"، مؤكداً أن "هذه الجريمة وصمة عار في سجل القضاء اللبناني." وسأل: "كيف لم يتمكن القضاء اللبناني أن يؤدي واجباته في ‏مثل هذه القضية؟، وكيف لم يتم كشف الفاعلين والجريمة حصلت في وضح النهار؟".

بدوره وصف النائب والوزير السابق ايلي ماروني هذا اليوم بالمؤلم "فبدلاً من الاحتفال بعيد الاستقلال وعيد تأسيس حزب الكتائب، نصلّي على روح بيار الجميّل ولكن لمن مات بيار الجميّل؟ فالوطن بتراجع مستمر والقيم بتراجع مستمر". واسف لأن "الاجهزة المعنية لا تتحرك لكشف الجريمة ومعاقبة المجرمين، وللأسف لا يزال ملف بيار الجميّل فارغاً ولا دليلاً حسياً على القتلة ما يجعلنا نفكر في من كان يريد ان يقتل بيار الجميل؟ من كان يريد ان يقتل بيار الوطن؟ بيار الذي كان مشروع رئيس جمهورية؟". وزاد: " دولتنا عاجزة عن تحقيق العدالة والمجرمون قتلوا مشروع وطن، كما قتلوا سابقاً وطناً ولا يزالون، ونحن نتحداهم ونريد ان نبقى مؤمنين بهذا الوطن".

وكان الوزير الراحل بيار الجميل أنهى في 21 تشرين الثاني 2006 واجب العزاء في كنيسة مار أنطونيوس، قرابة الرابعة إلا ربعاً، وجلس بجانب السائق الذي اتجه في سيارة "كيا" فضية اللون ومصفّحة نصفياً، عبر طريق تسلكه السيارات بالاتجاهين بين مدرسة الحكمة ونهر الموت في منطقة الجديدة. وبعد أن قطع قرابة خمسين متراً، اصطدمت به سيارة HONDA CRV سوداء تحمل لوحةً أظهر التحقيق الأولي حينها أنها مزوّرة، ونزل منها شخصان وأطلقا النار من سلاحيهما الرشاشين المزودين بكواتم للصوت، مباشرة في اتجاه الوزير الجميل، على بعد أقل من مئة متر من "بيت الكتائب" في الجديدة.

وللمناسبة أقامت عائلة الجميل و"حزب الكتائب" قداسا في كنيسة مار ميخائيل في بكفيا عند الرابعة والنصف من بعد ظهر أمس.

&