أكدت مصادر سياسية عراقية أن لقاءات وشيكة ستجمع رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، مع رئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إضافة إلى زعيم تحالف «القرار» خميس الخنجر و «الوطنية» اياد علاوي، لبلورة تحالف يبدو صعباً، بعد ان كسر الصدر حاجز البروتوكول في لقاء جمعه مع العبادي مساء أول من أمس.
بموازاة ذلك، شدد صلاح العبيدي، الناطق باسم كتلة «سائرون» بزعامة الصدر، على أن الأخير يريد حكومة تحفظ سيادة البلد وتضع العراقيين أولاً. وقال لوكالة «أسوشييتدبرس» أمس إن سيادة العراق ستكون «المبدأ الأساس» الذي يوجه الحكومة الجديدة. وأضاف: «نحذر أي دولة تريد ان تتدخل في السياسة العراقية، من تخطي الشعب العراقي».
وكان الصدر والعبادي عقدا اجتماعاً في منزل أحد القيادات التابعة للتيار الصدري في بغداد، بعد نحو أسبوع من التردد في شأن طريقة عقد اللقاء ومكانه. واعتُبر مجيء الصدر إلى بغداد كسراً للحاجز البروتوكولي الذي قال مقربون من العبادي إنه كان يمنعه من زيارة الصدر والحوار حول تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر.
واللافت أن الصدر الذي أكد في مؤتمر صحافي مقتضب مع العبادي تمسكه بتشكيل حكومة تكنوقراط، أيد خلال المؤتمر جملة اوردها العبادي في حديثه، وأشار فيها إلى أن أبواب التحالف مفتوحة للجميع. وغرد الصدر بعد الاجتماع بالمضمون نفسه، مؤكداً أنه من دعاة الوحدة والسلام.
وكان الصدر استثنى في تغريدة سابقة ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، وتيار «الفتح» بزعامة هادي العامري، من تحالف دعا إليه معظم القوى السياسية الاخرى، ما فُهم خطاً أحمر من الصدر تجاه القوى القريبة من إيران، وهذا، وفق المصادر، ما يرفضه العبادي، معتبراً أن المطلوب هو الاتفاق على برنامج عمل الحكومة، ثم قبول القوى المشتركة في الكتلة الأكبر أو رفضها، بناءً على قبولها هذا البرنامج.
وقالت المصادر إن اتصالات بدأت لعقد اجتماع بين الصدر والعبادي من جهة، ومع بارزاني والخنجر من جهة ثانية لتأسيس الكتلة الأكبر التي قد ينضم إليها علاوي. وعلمت «الحياة» أنه يتم في هذه الأثناء الإعداد للقاءات قد تجمع هذه الشخصيات خلال الأيام المقبلة، سواء في شكل ثنائي أو جماعي.
وأضافت المصادر أن موقف بارزاني من التحالف مع العبادي لم يتضح بعد، اذ سرَت معلومات عن إمكان اختيار الكرد التحالف مع المالكي، كعقوبة للعبادي على مواقفه من الاستفتاء وكركوك. لكن مثل هذا التحالف لا يبدو سهلاً على رغم اتصالات تأكد إجراؤها بين مسؤولين ايرانيين وقيادات في حزب بارزاني لهذا الغرض.
وفي خطوة رمزية، علمت «الحياة» أن اقتراحات يتم تداولها في الأوساط القريبة من التحالف الذي يسعى الصدر إلى إعلانه، تذهب إلى امكان اختيار الموصل مكاناً لإعلان هذا التحالف.
وعلى رغم أن الجدل ما زال متواصلاً حول رئيس الحكومة العراقي المقبل، فإن فرص العبادي بتولي ولاية ثانية تعززت بعد اللقاء الأخير مع الصدر. وكان ناطقون باسم الأخير أكدوا أن اللقاء لم يتطرق إلى تسمية رئيس الوزراء المقبل..
التعليقات